يُعدّ هذا الكتاب موسوعة شاملة في علم القراءات القرآنية، إذ جمع المؤلِّف فيه الكثير من الجوانب المعرفية المهمة: من تعريف علم القراءات وأقسامه، إلى ذكر أسماء الأئمة القرّاء الأربعة عشر، ورواتهم وطرقهم، ثم موضوع الرسم العثماني وضوابطه، وآداب تلاوة القرآن الكريم، وأُصول القراءات، ثم الانتقال إلى «الفرش» أي عرض كل سورة من سور القرآن على حدة من حيث عدد آياتها، والفواصل، والاختلافات القرائية، وتعليلها لغويًّا وإعرابيًّا أو توجيهًا لغويًّا.
منهج المؤلف في هذا العمل منهج جامع يجمع بين النقل والتحقيق والترتيب المنهجي، حيث يبدأ بتعريف المصطلح ثم عرض المعلومات، ويتناول كل سورة بباب مستقلّ يضم اسمها هل هي مكيّة أم مدنيّة، ثم عدد آياتها والفواصل وما خالف فيها القرّاء، مع توجيه لغوي أو إعرابي أو بلاغي عند الحاجة.
من أبرز المميزات الفنية والعلمية لهذا الكتاب: لغته العربية فصيحة ومنسقة، وتنظيمه المحكَم الذي يُسهّل الانتقال بين السور والمباحث، وحجمه الكبير وما يحتويه من علوم القراءات – فجزء منه يُعدّ مرجعًا كاملاً لمن أراد التخصص في هذا المجال. الفئة المستهدَفة من هذا العمل هم طلاب علم القراءات وعلوم القرآن والمقرؤون والمعلّمون الذين يريدون مرجعًا موسوعيًّا يحتوي أكثر الموضوعات المرتبطة بالقراءات، كما يصلح للباحثين في هذا العلم. والقيمة التي يُضيفها إلى ميدان علوم القرآن تكمن في كونه جمعًا متكاملاً لكثير من المباحث في القراءات – من الأئمة، والطرق، والاختلافات، والرسم، والآداب – في مصنَّفٍ واحد، مما يُوفّر للدارس قاعدة علمية متينة تُسهّل عليه الاطّلاع والمراجعة، ويُعزّز من دقّة الفهم وضبط التلاوة.
غير موجوه الآن