من فضل القرآن على على سائر الكتب السماوية أنه أنزل على أحرف متعددة وقراءات مختلفة تيسيراً على الأمة ورحمة بها، ولما كان الأساس في فهم هذه الأحرف وتذوق تلك القراءات هو توجيهها بها ومعرفة مواقع الإعراب فيها، فقد اتجهت خواطر بعض المؤلفين على كثرة تنوعهم وتعددهم أن يشيرا في كتبهم إلى هذا العلم الجليل دون أن يفردوا له بحثاُ شاملاً أو يخصوه بتأليف جامع لكل القراءات المتواترة مأخذه شاقاً على الطالبين عسيراً على الناشئين، ستجده صحيح الأحكام جيد المعلومات عظيم الترتيب وأعظم ما سيعجب القارئ هو أن المؤلف يعمد إلى أقوى الأوجه وأدقها في توجيه القراءات فيذكرها ويعول عليها ويطرح ما وراءها من الأوجه الضعيفة أو الشاذة هذا إلى ما اشتمل عليه من جودة السبك وحسن الرصف والاختصار المقبول.
تلاوة القرآن كما أنزله الرحمن من أعظم الطاعات وأعلاها، ولا يكون ذلك إلا بمراعاة قواعد التجويد وتعلم كيف يُقرأ القرآن الكريم، وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً الكثير من الكتب ما بين كبير في مجلدات، وكان من أعظم ما ألف بركة، وأنفع ما تداوله طلاب علم التجويد أثرا المنظومة المسماة بالجزرية لشيخ الإسلام وعالم الأنام والقراء والمقرئين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري رضي الله عنه، ومنذ أن ألفت الجزرية تلقفها الطلاب والعلماء وطارت كل مطار فهي ما بين حافظ لها وشارح، حتى لقد قُررت على الطلاب في المعاهد والكليات، وحلقات التحقيظ القرآن وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وممن اعتنى بها وشرحها وبيّن دقائقها وحل ألغازها الشيخ عبدالباسط هاشم المسند الكبير المعروف، ففي هذا الشرح علم غزير وفوائد لا تكاد توجد إلا بها.
أعظم ما تفنى فيه الأعمار كتاب الله الواحد القهار ، قراءةً وإقراءً وتدبراً وعملاً ، وهذا الكتاب عظيم النفع معروف لدى العامة والخاصة وكتبتها بثوب جديد الأستاذة الشيخة الفاضلة الدكتورة/سعاد عبدالحميد أن جعلها الله حاملةً لكتابه ، وحاملة أيضاً لعدة إجازات من أعلى الشيوخ إسناداً في مصر في قراءة الإمام حفص عن عاصم والقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة ، والقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر ، ففي هذا الكتاب ستجد عناية تام وخاصة لستهيل وتبسيط التعليم للمبتدئين الذين لا يجيدون قراءة القرآن قراءة صحيحة ، ينبغي لكل مسلم وسملمة أن يطالع هذا الكتاب وينتفع لما جاء به.
إن (علم النقط والشكل) حظي بعناية علماء العربية الأوائل والعلماء بالقرآن الكريم ، ويكاد هذا العلم يكون من العلوم المنسية في زماننا عند المشتغلين بعلوم اللغة العربية ، لشعورهم بانتفاء الحاجة إلى مباحثه ، وانحصرت العناية به عند العلماء بالقرآن المهتمين برسمه وضبطه ، فجاء المؤلف وتحدث عن نشأة علم النقط والشكل ، ويقدم قائمة بأشهر مؤلفاته ، ويذكر أهم العلامات في الكتابة العربية وتتبع تطورها وتاريخ استعمالها ، وفي القسم الثاني تكلم عن أخبار كتاب أبي حاتم السجستاني في النقط والشكل ، ورصد ما بقي من نصوصه ، وتحقيقها ، وتحليل مضامينها، وفي القسم الثالث تكلم عن كتاب النقط والشكل لابن السراج.
هذا الكتاب ستجد في طياتها جملة من أخبار قوم نذروا أوقاتهم لله ؛ عمروها بالاشتغال في كتابه حفظاً وتعليماً وإقراء ، ومن كان هذا شأنه مع الإخلاص لله فلابد أن يفيض عليه القرآن – مع طول الصحبة والملازمة – من أخلاق وشمائل ومناقب حميدة ما لا يتحصل لغيرهم ، ولو لم يكن في خبر من غبر إلا الترويح عن نفوس المؤمنين وشحذ همم السالكين لكفى بها ثمرة وغاية ومطلباً وسعاية ، وخير من تطرب النفس بذكرهم بعد الأنبياء والمرسلين والصحابة: العلماء ذوو النجابة ، وفي مقدمتهم المشتغلون بخير كلام وأصدق حديث ، سيجد القارئ في هذا الكتاب من المواقف ما يحمل التأسي بهم في الجهاد ، وعلو الهمم وسخاوة النفس وشدة الصبر وقوة التعلق بالله ما يشجعه للعمل بجد واجتهاد.
القرآن هو كلام الله المفضل على سائر الكلام ، وكانت تلاوته هي أفضل الأذكار ، ولكن للأسف كثر اقراء وقلّ الفهم ، وكثر الإعراض عن كتاب الله ، فألف المؤلف فضيلة الشيخ الدكتور محمد موسى نصر هذا الكتاب جمع فيه الأحاديث الواردة في فضائل القرآن الكريم ، واعتمد في تخريجها على الأسانيد الصحيحة ، عازياً كل حديث إلى مخرجه ، مع شرح الغريب ، وحل غامضه ، وبيان بعض نكاته اللطيفة ، وإن كانت المسألة خلافية ذكر فيه أدلة المسائل الخلافية ، ورجح ما رأه المؤلف صواباً ، وضمن فيه بعض الآثار عن السلف ، ومدى تعلقهم بالقرئىن وشغفهم ، وغيرها من المباحث الشيقة والمفيدة.
إن علم القراءات القرآنية من أجلّ العلوم الشرعية ، لتعلقه بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وقد قصرت همم طلاب العلم عن دراسة العلم الكريم ، فاندرس أو كاد يندرس ، أفرد المؤلف هذا الكتاب خصوصاً في القراءات التي لم تفرد بمؤلف ، كقراءة شعبة عن عاصم مثلاً ، وقد انتشرت قراءةُ حفص عن عاصم ولله الحمد انتشاراً كبير بين الناس ، إلا في بعض البلاد المغربية وبعض بلاد افريقيا ، الذين لا يقرءون برواية حفص عن عاصم ، ولما كان شعبة هو صاحب حفص في الأخذ عن عاصم ، وبحروف وأوجه مختلفة ، فوضع المؤلف هذا الكتاب ليتعرف طالب علم القراءات على هذه القراءة المتواترة ، وبيّن فيه المؤلف منهج شعبة التي خالف فيها حفصاً في القراةء ، وقد ترجم للإمام شعبة ترجمة وافية.
هذا الكتاب الاتحاف بالعلم النافع في شرح ضبط قراءة الإمام نافع على نظم ضبط/الطالب عبدالله الجكني بتحقيق جمعة بن عبدالله الكعبي في ضبط قراءة الامام نافع ويعتبر أكبر موسوعة في علم الضبط ، وذكر فيه تراجم أهل هذا الفن المشهورين ، ثم مقدمة في الضبط وحكمته وواضعه ، وذكر فيه الفرق بين الرسم والضبط ، والكلام على ما يترك من المحذوف وما يتعلق به ، فالكتاب قيّم في بابه مفيد في مجاله غريز الفوائد والدرر البهية.
هذا الكتاب ألفيته كتابا نافعا جدا تحدث فيه الإمام ابن الجزري رحمه الله عن جوانب مهمة في القراءات ، والمقرئ والقارئ ، ومايلزمهما، وعن الإجازات في القرآن و شروطها, و كالقرءات السبع, و الثلاثة المتممة لها و ما زاد على ذلك, وتكلم عن القراءة المتواترة والصحيحة والشاذة ، واختلاف العلماء في ذلك وايضاح الحق منه و تحدث عن الأحرف السبعة و ما هي, و الكتاب يصلح للمتخصصين في الإقراء, و على كل من أراد أن يجيز أحدا في القرآن أن يعتني بالباب الأول من هذا الكتاب النافع.
إن مفاتيح العلوم كامنة في مصطلحاتها وألفاظها التي هي قوالب للمعاني ، والكشف عن هذه المعاني كشف عن العلوم وأخذ بعنانها ، ولقد طفق الناس يؤلفون في مصطلحات العلوم ، حيث حظيت بعضها بالدرس والاهتمام ، مثل ما حظيت به العلوم والفنون الأخرى ، ولم تحظ مصطلحات علم القراءات بهذه العناية الفائقة فجاء هذا الكتاب ليسسد فغرة فتكلم وعرف عن بمصطلحات القراءات والقراء ، وتبيين ما قل استعماله من هذه المصطلحات وما كثر تداوله على ألسنة المقرئين ، والكشف عن الاستعمالات المتعددة للمصطلح القرائي الواحد، فالمؤلف جزاه الله خيرا خاض غمار اصطلاحات علم القراءات وما يتصل بها ، وكشف اللثام عنها ، حتى تكون قريبة للباحث وسهل التناول وسريع الهضم.
هذا الكتاب المهم للمختصين بالقراءات وقد بذل فيه مؤلفه فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري جهد لا يعرف قدره إلا من تحمل مشاق البحث عن معنى من معاني مصطلحات القراء ، فاستقراء المؤلف المصطلحات من مصادرها عند القراءات ، وترك ما عداها من مصطلحات علوم القرآن الأخرى ، واعتمد في تعريف المصطلحات على عُرف القراء فحسب ، وتوخى المؤلف غاية الدقة والوضوح من حيث تحديد المصطلح وتعريفه ، واقتصر على التعريف فقط ولم يدخل في تفاصيل المسائل ، إلا في توضيح التعريف ، وإذا كان للمصطلح أكثر من تعريف ذكرها جميعاً ، فالكتاب يحفظ للباحث والطالب كثيراً من الوقت والجهد في تفتيش بطون الكتب لمعرفة معنى مصطلحٍ واحد فجمعه المؤلف في مكان واحد جزاه الله خير.
كثر في الآونة الآخيرة السؤال عن القراءات ، ونشأتها ، وحكمها ، وثبوتها وغير من الاسئلة حولها ، فجاء الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سليمان المزيني ، أستاذ القراءات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم بهذا الكتاب الممتع والمهم في نفس الوقت ، فتكلم عن القرآن والقراءات ، وعن نشأة القراءات ،وعن أهمية علم القراءات، وفائدته، وفضل تعلمه ، وذكر التأليف في علم القراءات ، ثم جاء ببيان أن القراءات ليست هي الأحرف السبعة ، وحقيقة اختلاف هذه الأحرف ، وعن أنواع القراءات ، وحكم القراءة والعمل بالقراءات الشاذة ، وجاء بنبذة عن الرسم العثماني وقواعدها وغيرها من الفوائد المهمة الجديرة بالعناية والقراءة والمدارسة.
هذا كتاب في معرفة القراء الكبار ، الذين أكرمهم الله تعالى بخدمة كتابه العزيز ، وجعلهم من حفظته ، وذكر فيه مؤلفه بأسلوب أدبي رائع بليغ فضل القرآن العظيم ، وأنه سعادة للناس في دنياهم ، ومنجاة لهم في أخراهم ، يشفع لقارئه وحافظه ، ويرتقي به الدرجاتالعلى في جنات الخلود ، وثنى بذكر أسانيد هؤلاء القراء إلى رسول الله معدداً بعض مناقبهم ، كنموذج تحتذى به الأجيال ، وهذا الكتاب يعتبر إثراء للمكتبة القرآنية التي تشكو فقرها وعوزها ، كما نعده حسنة من حسنات مؤلفه ، شيخ القراءة في عصره وصاحب شيخ الإسلام ابن تيمية رمهم الله جميعاً.
قد حفلت مصادر القراءات بنصوص كثيرة وقيمة في نقد القراءة واختيارها وترجيحها ، وظلت المكتبة القرآنية تنقل تلك النصوص وتفيد منها في تضاعيف مؤلفاتها ، حتى قيّض الله لهذا الموضوع فضيلة الشيخ الدكتور/عبدالباقي بن عبدالرحمن ابن سراقة سيسي ، حيث اعتنى بجمع ما تفرق منه قواعد محكمة ومصطلحات دقيقة واستقراء علمي رصين شمل أسانيد القراءات ومتونها ، متضمناً ذلك كله وما يتصل به في هذا الكتاب الفريد ، والحق أن هذا الكتاب يُعدّ إضافة علمية متميزة في علم القراءات لما حواه من علم غزير ، ولما انتهى إليه من نتائج مهمة تستوجب التنويه والإشادة.
العلوم تتشرف بشرف موضوعاتها ، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها ، ومسائلها ، وعلوم القراءات ، وموضوعها كتاب الله ، بحوثها حول أسانيده ، وطرق أدائه ، ووجوه قرائته ، ونظام رسمه ، والاحتجاج له ، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام ،وهذا الكتاب ألفه الدكتور السيد رزق الطويل صاحب الخبرة الطويلة فقد درس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات بجامعة أم القرى ، فستجد فيه عن القراءات والقُراء ، وبعض البحوث عن القراءات منها : الأحرف السبعة والقراءات السبع ، وعن الأصول والفرش ، ورسم المصحف ، وصور من الاحتجاج للقراءات.
لما كانت المصاحف هي الأئمة إذ اجتمعت عليها الأمة، يلزم موافقتها، ولا يسوغ مخالفتها، وكان كثير من الخط المثبت فيها يخرج عن المعهود عند الناس، مع حاجتهم إلي معرفته لتكتب المصاحف علي رسمه، وتجري في الوقف علي كثير منه لكل قاريء من القراء علي مذهبه وحكمه، كانت الحاجة إليه كالحاجة إلي سائر علوم القرآن بل أهم ، فقد تكلم في هذا الكتاب عالم القراءات أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ عن:ذكر ما كتب بالهاء أو التاء من هاء التأنيث، وعن القول في الموصول والمقطوع ، وعن القول في ذوات الواو وذوات الياء ، والقول في المهموز، والقول في الزيادة والحذف ، وفي الهمزتين فالكتاب فيه مباحث جيدة ومسائل جميلة جديرة بالعناية.
هذا الكتاب للاستاذ الدكتور نبيل بن محمد بن ابراهيم آل اسماعيل عضو هئية التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، تكلم فيه عن القراءات ، وأقسام القراءات ، ومصدر القراءات ،وعن نشأتها منذ عهد النبي وعن التدوين في القراءات ، وأشهر كتب القراءات ، وعن مدارسه وأشهر رجالاتها ، وأثر القراءات القرآنية في التفسير وفي الأحكام الفقهية وفي النحو ، فالكتاب قيّم في موضوعه ، موثقة نصوصه ونقوله .
طيبة النشر في القراءات العشر من المصادر الأصيلة المقروء بها اليوم, ومرجع لمن أراد القراءة بـالعشر الكبرى ، لإمام الحفاظ وشيخ القراء محمد بن محمد بن محمد بن علي ، أبو الخير ، المعروف بابن الجزري رحمه الله ، هي منظومة شعرية ألفية لابن الجزري في القراءات العشر الكبرى جمع فيها الإمام ابن الجزري ما اختلف فيه القراء وماورد عنهم من أصح الطرق التي انتقاها، عدد أبياتها (1014) بيتاً ، تناول فيها ابن الجزري مذاهب القراء العشرة أصولاً وفرشاً، واستهلها بمقدمة في مبادئ علم القراءات ، واستقاه من أمهات المصادر الأصيلة في علم القراءات، وضمّن فيه قراءات الأئمة العشرة، ورواتهم المشهورين المذكورين في الشاطبيّة والدّرة، وتوسّع في الطرق وفصّلها في نشره تفصيلاً، كما أنها حوت على نُبْذة من علم التجويد، ونُبْذة من علم الوقف والابتداء، وباب إفراد القراءات وجمعها, فحوت على أصول هذا الفن وقواعده وعلى مسائل وفرائد عزيزة.
فإن الدارس لسير علماء هذه الأمة ، ليقف وقفة الإكبار والإجلال لهولاء الأئمة الذين قدموا لأمتنا أعمالاً خالدة ، وسيراً عطرةً تنير الطريق لمن بعدهم ، ومن هؤلاء الإمام ابن الجزري ، الذي كان شيخاً للقراء والمحدثين في عصره ، نذر نفسه ورحل في سبيل العلم والتعليم والتأليف ، فأغنى المكتبة الإسلامية بتآليفه ، وكان مدرسة للأجيال اللاحقة ، نشر القراءات والحديث في كل بلد نزل فيه ، فهذه الدراسة الموجزة عنه والتعريف بحياته ، وأعماله ، هي مختصرة ولكنها تنير الطريق لمن يريد التوسع ، ففيه ترجمته ، وبنسبه وحياته ، وترجمة مشائخه ، وعن كتبه المطبوعة وغير المطبوعة ، ووظائفه التي تولاها ، وفيه تعريف عن أشهر تلاميذه ، وتراجم أولاده.
هذا شرح للنظم المسمى منحة مولى البر فيما زاده كتاب النشر في القراءات العشر على الشاطبية والدرة للعلامة الشيخ محمد الأبياري ، جمع فيه – رحمه الله – الطرق التي زادها النشر والطيبة للقراء العشرة ورواتهم على ما لهم في الشاطبية والدرة وهذا شرحه لفضيلة الشيخ العلامة عبدالفتاح القاضي بذل فيه الشيخ قصارى جهده في تيسير عبارته ، وتنسيق معلوماته ، وتوضيح مسائله ، وتشريح كلماته ، وتبيين غامضه ، وتوثيق مصادره ، وتصحيح اشعاره ، فالشرح جميل سهل التناول ، سائغ للشاربين.
هذا الجزء من أقدم كتب القراءات التي بين أيدينا مطبوعاً ومخطوطاً ، وهو من نوادر الكتب التي تروى بالإسناد من طرق إلى النبي صلى الله وسلم والصحابة - رضوان الله عليهم – على نهج الرواة المحدثين ، ولهذا الجزء قيمة علمية من عدة نواحي منها: شهرة مصنف هذا الكتاب فقد ذاع صيته في الآفاق ، وهذا الكتاب هو المؤلف الوحيد المتبقى من تراث حفص بن عمر الدوري فقد ألف عدة مصنفات ولم يبق منها سوى هذا الجزء ، و تداول العلماء لهذا الكتاب ، دقة المصنف في رواياته من حيث الأداء والضبط ، وفي هذا الجزء قراءات سبعية متواترة رويت من طرق غير الطرق المشهورة التي قرأ بها أصحابها ، وغيرها من المميزات الكثيرة التي لا تعد لاتحصى ، فالكتاب مما ينبغي الإعتناء به وتداوله وتدارسه.
امتازت كتب الشي العلامة إبراهيم علي شحاته السمنودي بالنظم ، ذلك أنه لم يترك شيء في علم التجويد ومفردات القراءات وتحريراتها وعد آيه وضبطه إلا ألف ونظم.والمؤلف ممن يشار إليه بالبنان في علم التجويد والقراءات في هذا العصر ، ومن بقية أفذاذ مدرسيها في هذا الدهر، ففي هذا الكتاب ستجد نظم المؤلف في التجويد وكلامه على التجويد وملخصه ، وعن موازين الأداء في التجويد والوقف والابتداء ، وتكلم عن ما يتعلق برواية حفص عن عاصم ، وعن ما يتعلق بعد الآي والفواصل ، وذكر مفردات القراءات ، وفيه رسالة فيما لحمزة على السكت العام ، وستجد بحثه عن قراءة الإمام خلف البزار ، وعن القراءات العشر وتحريراها وغيرها من النظم والمباحث الدقيقة والمفيدة.
من جملة العلماء الذين ممن خصّهم الله بالعناية بكتاب الله العالم الرواية أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره وبيان معانيه وطرقه واعرابه ، إنه الإمام عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأندلسي رحمه الله وكتابه جامع البيان في القراءات السبع المشهورة كتاب نفيس كل النفاسة في بابه حيث نجد الإمام أبا عمرو قدم كل ما آتاه الله من العلوم ليقدّم لأمة الإسلام كتاباً يكفيها أمر القراءات فاستخدم رحمه الله كل مقوماته العلمية ليبرز كتابه في منهجية علمية متألقة ، فهو رحمه الله يخضع القراءة لمنهج أهل الحديث في تتبع رواتها ونقدهم ويبيّن ما انبهم من أسمائهم من تدليس وغيره ، إضافة إلى ذلك أنه يورد لك طرقاً في بيان الحرف الذي قراء به قارئ من القراء.فالكتاب كالكنز الدفين لمبتغيه يدعوكم لقرائته قائلاً هل من قارئ يقرأني.
هذه الموسوعة الضخمة التي تضرب لها أكباد الإبل من أفضل الموسوعات الحديثة التي عرفتنا حقيقة على المعجم الموسوعي بعمل فريق من المختصين فقد خاطب هذا المعجم عامة الناس في مشارق الأرض ومغاربها ، وراعوا فيها الإيجاز في التعبير ، والسلاسة في الشرح والتفسير، ولم يتوسعوا في عرض المعلومات لكي لا يتشتت القارئ ويتيه ، ورجعوا إلى أكبر قدر من أمهات المصادر القرآنية وعرضها بأسلوب عصري ولغة مركزة مع اختصارها وتهذيبها ،جمعوا فيه بين العمل التفسيري وو بين ألفاظ القرآن الكريم ، واهتموا كذلك بذكر القراءات المتواترة والشاذة ليستفيد منه القارئ والمتخصص ، والجميل أنهم عرضوا صوراً توضيحية مخططة ليسهل فهمها وغير من المميزات الكثير الذي لا يتسع المقام لذكرها.
كتاب لا بد منه لكل باحث يصنف آيات القرآن الكريم بموجب موضوعاته الكبرى مع تفريعاتها الجزئية على شكل رؤوس موضوعاته تمد الباحث بما يريد من آيات تتعلق بموضوع معين بأسلوب يسهل الرجوع إلى ما يريد من آيات،يتناول هذا الكتاب جميع الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع واحد من حيث المعنى في معجم مفهرس لهذه المعاني. ويبدأ الكتاب بتصنيف الآيات المتعلقة بالموضوع، وتفريعها إلى أفكار جزئية ،ثم صياغة الأفكار الجزئية على شكل رؤوس موضوعات مفتاحية ، كما يتناول في ذلك اختيار الكلمات المفتاحية، ووضعها بصيغة المفرد لا الجمع إلا إذا كانت الكلمة المفتاحية كما هي دون ردّها إلى جذرها اللغوي، بعد ذلك يتناول ترتيب الموضوعات الرئيسية والفرعية ترتيباً معجمياً ألفبائياً، حيث تصنف الكلمة المفتاحية وأجزاؤها بحسب ترتيبها في الأحرف الهجائية العربية وفق نطقها ورسمها دون مردها إلى جذرها اللغوي.