في المكتبة العربية تراث ضخم في علم القراءات بأقلام مؤلفين مغاربة ، في حاجة إلى من ينفض الغبار عنه ، ويتناوله بالدرس والتحليل ، وهذه بحوث تؤرخ للقراءات بالمغرب منذ نشأتها إلى أواسط القرن الرابع عشر الهجري ، وتعرف بمشاهير القراء وما خلفوا من آثار، وسترى فيه معالم واضحة عن القراءات بالمغرب منذ نشاتها ، وعن الأطوار التي مرت بها عبر عصور التاريخ وسيجد في هذا الكتاب من الفوائد الجديدة والمعالم الخفية التي قد تخفى لمن هم خارج المغرب أو داخلها وأهل المغرب معرفون بعلمهم وأدبهم وجدهم واجتهادهم في حصول العلم وأسراره ولكن العالم العربي قد يخفى عليه هذا الشيء.
تتناول هذه الدراسة القراءات في كتاب "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري من حيث اختيارات المصنف، ومدى ملاءمتها لقواعد النحو العربي، ضمن رفض أو قبول، من ناحية تركيبية نحوية، ثم تناول عددا من الدراسات القديمة والحديثة، التي أشارت إلى القراءات الشاذة بشكل عام، وعالج المؤلف الجوانب المختلفة موزعة على فصولها فقد تحدث في الفصل الأول عن الإسناد بنوعية، الفعلي والاسمي، وعن العلاقات المغعلية والمحمول، عليها والمشبه بها، وعالج كذلك الإضافة بنوعيها، الإضافة إلى الأسماء و حروف الجر، فالكتاب فريد ومفيد وجميل حري، بطالب العلم أن يقرأه.