في المكتبة العربية تراث ضخم في علم القراءات بأقلام مؤلفين مغاربة ، في حاجة إلى من ينفض الغبار عنه ، ويتناوله بالدرس والتحليل ، وهذه بحوث تؤرخ للقراءات بالمغرب منذ نشأتها إلى أواسط القرن الرابع عشر الهجري ، وتعرف بمشاهير القراء وما خلفوا من آثار، وسترى فيه معالم واضحة عن القراءات بالمغرب منذ نشاتها ، وعن الأطوار التي مرت بها عبر عصور التاريخ وسيجد في هذا الكتاب من الفوائد الجديدة والمعالم الخفية التي قد تخفى لمن هم خارج المغرب أو داخلها وأهل المغرب معرفون بعلمهم وأدبهم وجدهم واجتهادهم في حصول العلم وأسراره ولكن العالم العربي قد يخفى عليه هذا الشيء.
هذا بحثٌ يتناول علم القراءات القرآنية ، من حيث نشأتها وتاريخها، وقد ذكر فيه الباحثُ مبادئ وتاريخ القراءات وأهميته ، وفوائد تعدُّد الأحرف والقراءات ، وما يُستفاد من أحاديث الأحرف السبعة ، وذكر حديث نزول القرآن على ثلاثة أحرف. ثم ذكر أركان القراءة المقبولة ومسألة التواتر، وبيان حكم إنكار القراءات، وحكم القراءة و العمل الاحتجاج بالقراءات الشاذة ، وفي حكم الجمع في الختمة الواحدة ومذاهب القراء في ذلك ، وفوائد تتعلق ببحث الجمع وغيرها من المباحث المفيدة والشيقة لمريد القراءات وطالبها.
كتاب شرح غريب ألفاظ المدونة
تأليف: الجُبِّي
تحقيق: محمد محفوظ
يُعتبر كتاب (المدونة) أم كتب فقه المذهب المالكي، اشتغلوا بها عصورًا بين شرح واستمداد وتلخيص، أو شرح بعض الأبواب منها، وهي أول تأليف فيه، فالألفاظ اللغوية الواردة فيها واردة في غيرها، وبعض الألفاظ لم ترد إلا فيها دون بقية المؤلفات المذهبية المعروفة، ولذا فكتاب (الجُبِّي) -على وجازته- فيه نفع مزدوج، فهو يهم الفقيه واللغوي، ولا يخلو من إعانة وفائدة لمن يطالع (المدونة).
والغريب عند (الجُبِّي) هو ما يحتاج إلى زيادة وإيضاح وبيان، وقد تتبع (الجُبِّي) الألفاظ اللغوية الواردة في (المدونة) وشرحها حسب ورودها في كتب (أبواب المدونة)، وإذا كان كتاب (باب) ليس فيه أيَّة لفظة تحتاج للشرح فإنه ينص على ذلك ويشرح ألفاظ الباب المُوالي.
وهو يستشهد بالقرآن غالبًا، ولم يستشهد بالشعر إلا قليلًا، ولم يذكر ما نقل منه من...