هذه الرسالة الأكاديمية لنيل درجة الماجستير للأستاذة رقية محمد صالح الخزامي بإشراف الدكتور عبدالفتاح إسماعيل شلبي وقد انتهجت الباحثة في رسالتها المنهج الإستقصائي التتبعي ، تحدثت فيها عن القراءات ، وتعريفها ، ونشأتها ، وتطورها ، وتقسيمها إلى صحيحة ، وشاذة وإلى أصول وفرش ، ثم أدلة اللغة ، وأركان القراءة الصحيحة ، وترجمت ترجمة موجزة للقراء السبعة وشيوخهم ورواتهم ، وهذه الرسالة معينة ومفيدة لطالب القراءات خاصة للمختصين في علوم القرآن ولطلاب الشريعة عموما.
اختلفت الدراسات النحوية المعاصرة في تحديد أثر القرآن الكريم في النحو العربي، وتفاوتت النظرات النقدية إلى منهج النحاة القدماء، وذهبت بعض الدراسات تبحث في أثر القراءات القرآنية خاصة، وتسعى جاهدة للفصل في أحكامها بين القراءات المشهورة والشاذة، وأن الكوفيين كانوا يعتدون بها جميعاً، وحاول بعضهم أن يضفي على مواقف النحاة طابعاً دينياً، فيربط ذلك بمواقفهم من قرآنية هذه القراءات، ويحمّل بعض النحاة مواقف حزبية أو مزاجية، لقد كثرت آراء الباحثين في القراءات الشاذة، وختلفت آرائهم، فانبثقت الحاجة إلى دراسة تنتظم هذه الأقوال، وتبحث تلك المقولات والآراء والمفاهيم، وتكشف عن حقيقة مواقف النحاة، وتقف بالتفصيل على أثر القراءات الشاذة في النحو العربي.
لا يخفى للمتخصص أهمية القراءات الشاذة وقد ألف المؤلف المؤلف هذا الكتاب ليبين لنا أهميتها، فذكر فيها القراءات التي انفرد بنقلها القراء الأربعة، ابن محيصن، يحيى اليزيدي، الحسن البصري، سليمان الأعمش، أو أحدهم، أو راو من رواتهم، فإن وافق قراءة واحد منهم إحدى القراءات المتواترة أو وجها من وجوهها ترك فيها الكلام ، وقد ذكر لكل قراءة من تلك القراءت وجهها من اللغة والإعراب، مؤثراً في ذلك أحسن الأوجه، وأشهر الأعاريب، سلك فيه سبيل القصد والاعتدال، أركان القراءة المقبولة، وما تتميز به عن القراءة الشاذة المردودة، وبيّن حكم القراءة بكل منها وحكم تعلم القراءة الشاذة وتعليمها وتدوينها في الكتب.