أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن الكريم وتجويده فقال "ورتل القرآن ترتيلا" ، وهذا الأمر للنبي وكذلك للمؤمنين من بعده ،وإن من أهم الأمور التي تعين على ترتيل القرآن تعلم أحكام التجويد ، وقد كتب الكثير من أهل العلم كتباً وشروحاتٍ في بيان أحكام هذا العلم وتفصيلاته ، كما نظم بعض علمائنا الأجلاء قصائد شعرية احتوت على بيان أحكام التجويد ، ومنها هذا (اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية ): هو كتاب يشرح منظومة الإمام ابن الجزري في أحكام تجويد القرآن الكريم، وهي: (منظومة المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه) ، وهذا شرح يسير لمنظومة المقدمة في ضوء رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
فإنًّ من علوم القرآن الكريم علمَ قراءاته، وقد ألف العلماءُ في ذلك كتبا يصعب احصائها ومن أشهرها منظومة الإمام الكبير القاسم بن فِيرُّه الشاطبي الرُعَيني الاندلسي الضرير، وتسمى منظمته حرز الاماني ووجه التهاني نظم فيها كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وقد كتب الله لهذه المنظومه القبول وقرأها وحفظها من لا يحصى وشرحها كثيرون، وكان من جهود العلماء في خدمتها التعليق على عدد من أبياتها استكمالاً لمقاصد ناظمها، وذلك ضمن شروحهم، إلى أن جاء العلامه على القارئ فأفرد في ذلك هذه الرسالة التي سماها "الضابطية للشاطبية اللامية" وهذه الرساله قد افردها العلامه الشيخ علي القاري لملحوظاته وهي في 112 فقره، وقد يكون في الفقره الواحده اكثر من ملحوظه، وتعود هذه الملحوظة لدفع توهم، ورفع مشكل، وحلِّ معضل، وتقييد مطلق، وتفصيل مجمل، وزيادة بيان، وتقريب بعيد، وتتمة فائده، وإضافة توضيح، واقتراح بتغيير ترتيب، والاتيان بمثال لما لم يمثّل به.