من أفضل الأوقات التي تصرف هي في التأمل والتدبر في كتاب الله، وأجلّ ما يعمله العبد هو الغوص في معرفة كلام رب البرية، والغوص في بحره العميق، بدل الوقوف على الساحل والتأمل في الغواصين، فالغوص في البحر العميق أفضل من مشاهدة الغواصين يغوصون في بحر العلوم، والكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو كتاب الجكنية في بيان المحذوف من حروف الكلمات القرآنية، الجكنية أو الجكنى: نظم من المنظومات التى اعتمد عليها شيوخ المدارس القرآنية بالمغرب العربى ، وما هى إلا تطبيق لما هو معروف عنهم من اعتنائهم بحفظ نصوص ضبط ورسم كتاب الله – عز وجل – والجكنى بين فيه ناظمه "الألفات" المحذوفة من كلمات القرآن ، وذلك لكثرتها ، والتى كثيرا ما يقع الراسم فى الخطأ فيها منقصة لصاحبها تلحق به العار أو تحرمه من المرتبة العليا بين أقرانه ومجتمعه
عني كثير من الدارسين قديماً وحديثاُ بقضية تفسير "الحروف المقطعة" التي وردت في أوائل تسع وعشرين سورة من سور القرآن ظن وكان من بين هؤلاء:طائفة حديثة ضالة عكرت صفو هذه الفواتح الرائعة بمذاهبهم الشاذة ، تجاربهم الرديئة ، التي استخدموا فيها حاسباً آلياً لهذا الغرض وظنوا أنهم فكو الشفرة بالكمبيوتر ، فهذا الكتاب يقوم بفحص مذاهب أصحاب الحاسب الآلي ، ويرد عليهم بظنهم أنهم أعظم من علماء الأمة ، فقدم فيه المؤلف الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو فراخ أستاذ التفسير والتجويد وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بحديث مفيد ، ودراسة عميقة نقدية للتأويلات العددية الفاسدة والتفسيرات الباطلة.