الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هو العلم ، ووسيلته الأولى القراءة ، وخاصة قراءة القرآن ، ومشكلتنا هذه الأيام في هذا العصر السريع المليئ بالمشتتات والملهيات انصرف الناس عن كلام رب العالمين ، ولعلاج هذه المشكلة يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق ، ورسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته ، يتحدث فيه الشيخ الدكتور خالد اللاحم عن الوسائل العملية التي تمكِّن من الإنتفاع بالقرآن الكريم ، وهذه القواعد هي التي كان سلكها سلفنا الصالح في تعاملهم مع القرآن الكريم ، التي بسبب غفلة الكثيرين عنها أو بعضها أصبحوا لا يتأثرون ولا ينتفعون بما فيه من الآيات والعظات ، والأمثال والحكم.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا كتاب نفيس في موضوع القراءات ، جليل القدر في إماطة اللثام عن فرائدها ومصطلحات القراء في جنباتها ، والاستشهاد لها بالآيات الكريمة والأشعار البليغة وأقوال أهل اللغة والتفسير حولها ، وإرجاعها إلى مظانها من لهجات قبائل العرب ، ولا يترك ذلك حتى يتدخل فيها بالموازنة والمقارنة ، والحكم بالاستحسان والرداءة ، كل ذلك بأسلوب عالم لغوي ونحوي ، متمكن من مادته ، وقال ابن الجزري : لذالك كان حاملو القرآن أشراف الأمة أُولي الإحسان.
هذه مفردة في القراءات الشاذة، تنشر لأول مرة، ضمت بين دفتيها ذكر ما خالف به أبو سعيد الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه، غير ما اتفقنا عليه، وما لا خلاف فيه، وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، المتوفي 446 ھ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد معظم هذه المفردات، لطول العهد قد فُقد، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة، والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري، مروية بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها، وتفرد مادتها، وندرة نسخها، وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد، وحسن التصنيف، وهي أصل من الأصول، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء.