العلوم تتشرف بشرف موضوعاتها ، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها ، ومسائلها ، وعلوم القراءات ، وموضوعها كتاب الله ، بحوثها حول أسانيده ، وطرق أدائه ، ووجوه قرائته ، ونظام رسمه ، والاحتجاج له ، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام ،وهذا الكتاب ألفه الدكتور السيد رزق الطويل صاحب الخبرة الطويلة فقد درس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات بجامعة أم القرى ، فستجد فيه عن القراءات والقُراء ، وبعض البحوث عن القراءات منها : الأحرف السبعة والقراءات السبع ، وعن الأصول والفرش ، ورسم المصحف ، وصور من الاحتجاج للقراءات.
يعد هذا الكتاب واحدًا من كتب معدودة فى حياة القراء العلمية وفقا للقراءات المشهورة ، إذ يورد المؤلف الرواة المشهورين عن كل قارئ من القراء الذين ذكرهم .
والمؤلف يمثل اتجاها أصيلا فى التأليف فى علم القراءات ، ويرتب القراءات ترتيبا لا يقلد فيه أحدًا ، فقد أدخل فى القراء المعروفين (ابن محيصن ) الذى أخرجه " ابن مجاهد " صاحب كتاب السبعة ، من القراء السبعة .
وبذلك خالف ( الأندرابي ) مفهوم ابن مجاهد ، فى أن كل قراءة خرجت عن قراءات هؤلاء السبعة تعد قراءة شاذة ، وأهمية هذا الكتاب أنه يعطى صورة مفصلة لحركة القراءات فى القرن الخامس الهجرى فى المناطق الشرقية فى العالم الإسلامى ويبين بالتفصيل كيفية انتقال القراءات – التى ذكرها – إلى تلك المناطق البعيدة ، ويعطى صورة مفصلة لروايات القراء المعروفين وطرقها المعروفة ، بأسانيدها المتصلة ، ومعرفة طرق الرويات من القضايا التى تشغل بال القراء وتستحوذ على اهتمامهم .
وكتاب الأندرابي يحقق هذه الناحية المهمة من نواحى القراءات ، لأن صحة الإسناد ركن من أركان القراءة الصحيحة التى تجوز القراءة بها والتعبد&nb...