القرآن الكريم هو مصباح النور ، ومشعل الهداية ومنهاج الرحمة ومصدر الخير والبركة ، وعلم القراءات من العلوم الشريفة التي نالت اهتمام العلماء ، فهذا الكتاب المسمى ب "التجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم عبدالرحمن المعروف بابان الفحام الصقلي المقرئ المتوفى سنة 516 ھ وهذا الكتاب ألفه المؤلف على طلب أحد تلامذته ، واعتمد فيه المؤلف على أصول قراءاته ، شارحاً له تأديه رواياته ، وجمع فيه الكثير باللفظ اليسير والأسهل بدلاً من الأصعب ، والأقرب من الأبعد ، واقتصر بالايجاز والاختصار ، رغبة في الحفظ وخوف الملل لعدم الطالببين وقلة الراغبين ، وذكر أسانيده إلى كل راوٍ من القراء السبعة ، وتكلم عن الأصول والفرش.
كتب توجيه القراءات من الكتب التي غفل عنه المختصون ، فينبغي محاولة الرجوع ، والنهل من علمه ، والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب الحجج في توجية القراءات ، لأبو معشر الطبري (ت478ھ) وهذا الكتاب غير معروف لدى المشتغلين بكتب القراءات ، كما أن الذين اعتنوا بكتب أبو معشر الطبري لم يذكروه بين مؤلفاته ، وهذا الكتاب عن توجيه القراءات ، والاحتجاج لها ، فقد ذكر فيه القراءات ووجها ، فالكتاب مفيد في بابه ونادر في مقاله.