إن (علم النقط والشكل) حظي بعناية علماء العربية الأوائل والعلماء بالقرآن الكريم ، ويكاد هذا العلم يكون من العلوم المنسية في زماننا عند المشتغلين بعلوم اللغة العربية ، لشعورهم بانتفاء الحاجة إلى مباحثه ، وانحصرت العناية به عند العلماء بالقرآن المهتمين برسمه وضبطه ، فجاء المؤلف وتحدث عن نشأة علم النقط والشكل ، ويقدم قائمة بأشهر مؤلفاته ، ويذكر أهم العلامات في الكتابة العربية وتتبع تطورها وتاريخ استعمالها ، وفي القسم الثاني تكلم عن أخبار كتاب أبي حاتم السجستاني في النقط والشكل ، ورصد ما بقي من نصوصه ، وتحقيقها ، وتحليل مضامينها، وفي القسم الثالث تكلم عن كتاب النقط والشكل لابن السراج.
إن أعظم القربات ، وأجل الطاعات: أن ينفق المرء عمره في خدمة كتاب الله تعالى تعلّماً وتعليماً؛ وهذا الكتاب هو كتاب المصاحف لأبي بكر عبدالله بن سليمان السجستاني المعروف ب"ابن أبي داود" خدم فيه القرآن ؛ فكتب فيه عن جمع القران الكريم ، يتناول المؤلف في كتابه العديد من المسائل المتعلقة بالمصحف الشريف وكتابته وتاريخ جمعه، وأسماء كتبة الوحي، وجمع القرآن بعد وفاة النبي، والكلام على المصاحف العثمانية والمصحف الإمام ومصاحف الصحابة ، فالمصنف جعل كتابه على طريقة المحدثين فروى مادة كتابه التي تناولت مسائل كثيرة متعلقة بالقرآن بالأسانيد ، ووقع في الكتاب روايات واهية ، استغلها كثير من أعداء الدين من المستشرقين ؛ليزرعوا الشك ؛...