لما كانت المصاحف هي الأئمة إذ اجتمعت عليها الأمة، يلزم موافقتها، ولا يسوغ مخالفتها، وكان كثير من الخط المثبت فيها يخرج عن المعهود عند الناس، مع حاجتهم إلي معرفته لتكتب المصاحف علي رسمه، وتجري في الوقف علي كثير منه لكل قاريء من القراء علي مذهبه وحكمه، كانت الحاجة إليه كالحاجة إلي سائر علوم القرآن بل أهم ، فقد تكلم في هذا الكتاب عالم القراءات أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ عن:ذكر ما كتب بالهاء أو التاء من هاء التأنيث، وعن القول في الموصول والمقطوع ، وعن القول في ذوات الواو وذوات الياء ، والقول في المهموز، والقول في الزيادة والحذف ، وفي الهمزتين فالكتاب فيه مباحث جيدة ومسائل جميلة جديرة بالعناية.
هذا الكتاب هو شرح لمتن " عقلية أتراب القصائد" في علم الرسم للإمام الشاطبي وكان المؤلف الدكتور نادي حداد القط مكلفاً بتريسها وشرحها لمعاهد القراءات بالأزهر الشريف، وكذلك بمعهد الإمام ابن الجزري بمدينة عنيزة، فهذا الشرح مبسط يتناسب مع مدارك الطلاب ومستوياتهم، ويستطيع من خلاله إعداد درسه وفهمه وسماه المؤلف "هداية اؤلي الألباب إلى شرح عقيلة الأتراب" ولم يتعرض فيه للتخريج أحياناً واكتفى فيه بذكر ما اعتمد عليه في المراجع في آخر الكتاب لمن أراد الرجوع، ذكر المؤلف في أوله تعريفاً برسم المصحف، وقواعد الرسسم العثماني ومزاياه وفوائده، ومذاهب العلماء في تقيفه، ونقط الإعراب والإعجام، ثم ذكر ترجمة الناظم الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى، وأفرد المؤلف متن العقيلة مجملاً قبل الشرح لمن أراد حفظه.