فان خير ما صُرفت فيه الهمم وافنى في سبيله العمر واعمل في في فيه الفكر، وشغل فيه اللسان بذكر القرآن الكريم فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، من عمل به أُجر، ومن دعا اليه هُدي الى صراط مستقيم، وهذا الكتاب يُعد سفراً عظيماً وهي احدى الموسوعات العلميه الكبرى في مجال القراءة والرواية لم يقتصر فيه مؤلفه على شرح أبيات القصيده الطاهره فحسب، بل تخطى في حدود المألوف والمعروف عن كتب الشروح بجهد لم يُسبق له مثيل مما زاد في اكساب هذا الشرح قيمة علمية كبيرة، ولا تقف المكانة العلمية التي تفوقت هالقصيدة الطاهرة التي كانت من أهم أسباب نظمها تحرير مسائل طيبه النشر، اشتمال هذا الشرح الجليل على القراءات بنوعيها المقبول والمردود، فهو مرجع الكبير لمن رام هذا، حرص المؤلف على نقل القراءات وتتبع طرقها من الكتب.
تعد منظومة طيبة النشر للاام الجزري من أبرز المتون العلمية في جمع القراءات تناقلها أهل العلم و سارت بها الركبان وشرحوها فمنهم من اقتصر ،ومنهم من علل و أطال وهذا الشرح الذي بين ايدينا شرحه المؤلف بعدة أساليب تيسيراً لفهم متن الطيبة ثم أدرفه بما ظهر له من التقييدات اللازمة لما في المتن من اطلاقات ومن المغلوم لدى القراء ، طيبة النشر كانت وما زالت وستبقى إن شاء الله تعالى حجة للقراء وسنداً لهم متواتراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يفلح قوم سعوا في إلغائها والاكتفاء بأصلها فقط الذي هو كتاب التيسير للإمام الداني، بل سيبقى الكتابين عمدتين واصلين ثابتين يجوز القراءة بهما جميعاً وسيبقة طريقه ومنهجه.
خير ما يصرف فيها الأعمال، وتبذل فيها الأوقات، ويجهد فيها البدن، هي عناية كتاب الله، وخخدمتها أحسن ×دمة، والكتاب الذي بين أيدينا اليوم هي محاولة تقريب طيبة النشر وتسهيلها لطلاب القراءات، عن طريق الخرائط الذهنية فالخرائط هي طريقة مثالية في هذا العصر للشرح والتوضيح والتبيين، ولا سيما أن الأبحاث والدراسات المخصصة في هذا لشأن ممن متخصصين في طرق التدرس أثبتت أن هذه الطريقة مهمة وسهل وفاعلة للطلاب في فهم الأمور في أذهانهم، بدل أن يحفظوا فقط لأن الحفظ بلا فهم كشجرة بلا ثمرة، ولا يعني ذلك أننا نذم الحفظ لا والله ولكننا نحث على الفهم مع الحفظ وكلاهما كجناحي طائر إذا مال أحدهم عن الأخر لسقط الطائر.
هذا كتاب جامع أسانيد الإمام ابن الجزري الذي ألفه بياناً لأهمية الإسناد وطلب العلو فيه ، والرحلة إليه ، وتحقيقاً لطلب أحد تلاميذه الذي التمس منه كتابة أسانيده بالقراءات ، فاسعفه بهذه الأوراق ، وأخبره بشيوخه الذين أخذ عنهم القرآن العظيم أو شيئاً من القراءات، وقد أتم الدكتور أحمد بن حمود الرويثي دراسة وتحقيق هذا الكتاب ، وبذل فيه جهداً واضحاً ، واعتنى بتصحيح نص الكتاب ، وضبط ألفاظه ، وترجمة الأعلام ، وتخريج الأحاديث ، وضبطه ضبطاً دقيقاً ، فالكتاب مفيد للباحثين المهتمين بالقرءات وعلومه ، والمهتمين بعلوم الشريعة عموماً.
حواشي المولى ولي الدين جار الله الرومي (ت.1151هـ)
على النشر في القراءات العشر لابن الجزري
دراسة وتحقيقًا
إعداد: د.رضوان بن رفعت بن أحمد البكري
تعكس حواشي ولي الدين إحدى صور تلقي العلماء لكتاب النشر، وتعاطيهم معه.
وقد بلعت حواشيه و تعليقاته على النشر ثمانية وثمانين تعليقًا، جاء أغلبها على مقدمة النشر، وباب الأسانيد، وتضمنت توضيحات لكلام ابن الجزري، وتعقيبات واستدراكات وآراء لولي الدين في مسألة شروط القراءة الصحيحة، واشتراط التواتر، وتواتر القراءات الأربع الزائدة على العشر.