كتاب الإضاءة في بيان أصول القراءة من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام ، اشتمل على مواضيع هامة في علم القراء، منها المقرىء و القارىء ، المقصد في بيان أصول القراءات كالإظهار والإدغام والصلة وأصول قراءة حمزة و شعبة والكسائي وقد ركز الكتاب على الأمور التي اختلفوا حولها في القراءة ، تعتبر هذة الرسالة مهمة في معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات، ثم ذكر في خاتمتها بيان مذاهب القراء العشرة في الأصول المذكورة، أو يقال في بيان مذهب كل قارئ من العشرة في أصول القراءة على انفراده.
لما انتشرت الشاطبية في كافة أناء العالم الإسلامي اهتم بها الشارحون وحررها المحققون ومن هؤلاء المحررون صاحب هذا النظم العلامة الشيخ حسن بن خلف الحسيني نسبة إلى قرية (بني حسين) من أعمال صعيد مصر،أخذ القراءات من إمام عصره شيخخ القراء في زمانه العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي، نظم الشيخخ الحسيني في تحرير مسائل الشاطبية وجاء هذا النظم سهلاً عذباً فميّز ما صح من طرقها مما لم يصح على وزن الشاطبية، وجا من بعده العلامة الشيخ علي بن محمد الضباع الذي تولى مشيخة عموم المقارئ بمصر، ورئاسة لجنة مراجعة المصاحف، وضع لهذا النظم شرحاً فريداً سماه (مختصر بلوغ الأمنية) فاجاد وأفاد فصار الكتاب درّة ثمينة لا غنى لقارئ القراءات عن اقتنائها.
أولى ما تصرف إليه الهمم والأفكار، كلام الله سبحانه وتعالى العزيز الغفار، وهذا الكتاب يبحث في كلمات يسيرة تبين المراد من نظم الذي ذكرت فيه أحكام الكلمات المختلف فيها عـن حفص بن سليمان الكوفي من طريق الطيبة سميتها:- الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة، فالكتاب قد اشتمل على ما لم يوجد في الكتب المطولات وجمع ما تفرق من المسائل المعضلات، والمؤلف من لا يعرفه فهو إمام فن القراءات في عصره ووكعبة الطلاب، الأستاذ الفاضل الشيخ علي محمد الضباع.
من المؤلفات المهمة لمريد الحفظ والإتقان في فن القراءات فقد جمعه ورتبه الشيخ المقرئ علي محمد الضباع المتوفى سنة 1961م فقد سهّل للحفاظ وجمع أكثر من عشر متون في القراءات والرسم والآيات والتجويد وهي :حرز الأماني في القراءات السبع للامام الشاطبي المتوفى سنة 590 ، نظم أحكام قوله تعالى الآن للشمس المتولى المتوفى سنة 1313 ، الدرة المضية في القراءات الثلاث للشمس ابن الجزري المتوفى سنة 833 ، الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث للشمس المتولى ، طيبة النشر في القراءات العشر للامام ابن الجزري ، الفوائد المعتبرة في القراءات الأربع للشمس المتولى ، عقيلة أتراب القصائد في الرسم للامام الشاطبي ، ناظمة الزهر في عدد الآى للامام الشاطبي ، المقدمة في فن التجويد للامام ابن الجزري ، تحفة الأطفال والغلمان للشيخ سليمان الجمزوري.
فهذا كتاب (البهجة المرضية في شرح الدرة المضية) في القراءات الثلاث المتممة للعشرة المتواترة لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع رحمه الله، وأسكنه جناته، الذي قدم أعمالاً جليلة في القراءات، وهذا الشرح من أجل شروح الدرة وأسهلها حيث ابتعد عن التعقيد والتطويل، فجاء مبسطاً سلساً لا يمل منه قارئه، الكتاب له طريقة خاصة تختلف عن باقي الكتب في المكتبات.
علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...