العناية بالقرآن الكريم، من أجلّ الأعمال المقربة إلى رب العالمين، الموجبة للفوز بأعظم النعيم، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وضيوف مأدبته، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، نعت الدرجات لتلقي القرآن والقراءات، منظومةٌ حوَت ما يجبُ أن يتَّصِف به الطالبُ والمُدرِّس في أدب القرآن الكريم وتلقِّيه، والحرصَ في تلقِّي القرآن على إتقان التجويد، ثم التكلُّمَ على القرَّاء العشرة، والثناء عليهم، ثم الكلامَ على القراءات الأخرى غير العشرة، وبيان أحكامها، وهذه القصيدة الفذة فيها من السلاسة والحلاوة والطرواة ما لا يعلمها إلا من ذاقها، لقد حوت ما يجب أن يتصف به الطالب والمدرس في أدب القرآن الكريم، وتلقيه، والحرص على تلقي القرآ، على اتقان التجويد.
يُعدّ الكتاب مرجعاً فقهاً لغوياً بلاغياً في تفسير القرآن الكريم، صدر عام 1437هـ (2016م) عن مكتبة طالب العلم ناشرون، ويبلغ نحو 161 صفحة . يتميز بأسلوبه المتقَن الذي يمزج بين التفسير النحوي والبلاغي والإشارات القرائية الدقيقة، فيما يعرض المؤلف لطائف لغوية وبيانية من آيات القرآن — مثل الجناس، والاستعارة، والطباق وغيرها — مع تأمل في دلالات النص وأسرار البلاغة المرتبطة بصياغة الآيات . ولا يقتصر الأمر على ملاحظات نحوية صرفاً، بل يشمل إشارات قرائية (تحريرات دقيقة في الضبط أو طرق التلاوة) توضح أثر القراءات في فهم المعنى، ما يقدم لبنة معرفية تربط بين التجويد والبلاغة والتفسير. أسلوب الكتاب سلس ومبسط دون أن يتخلى عن عمق المحتوى، وهو مناسب لطلاب الحلقات القرآنية ودورات التفسير التطبيقية وللمهتمين بعلوم القرآن والبلاغة، إذ يخدم الرغبة في فهم معاني القرآن بفهم ناطق ومعاصر يعانق ذائقة القارئ ويؤصّل له أسرار النص القرآني.