قام العلماء في كل زمان ومكان بالتأليف في علوم القرآن، وتنوعت تآليفهم بتنوع الموضوعات، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم أحد مصنفات الإمام مكي بن أبي طالب الكثير، أفرده بذكر (غريب القرآن) ليوضحه ويبين مراده ولطائفة، وهو يحرص أشد الحرص على أن يكون كتابه وجيزاً خفيفاً على قارئه لتنشط إليه نفسه ويقبل عليه قلبه، وينعم بجناه نعيماً خالصاً من كدر السآمة التي يجلبها التطويل والإكثار، فهذا الكتاب يمتاز عن غيره بالإيجاز الشديد، فهو مختصر في فنه كما أنه سديد الآراء يختار أولى الأقاويل وأرجحها عند أهل التفسير واللغة، ولا يجنج للشاذ من الأقوال ولا للمنحول من التفسير، فهذا الكتاب جدير بالعناية والشرح والتحقيق ليكون زاداً لقارئ القرآن ودليلاً له.