إن علم القراءات القرآنية من أجلّ العلوم الشرعية ، لتعلقه بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وقد قصرت همم طلاب العلم عن دراسة العلم الكريم ، فاندرس أو كاد يندرس ، أفرد المؤلف هذا الكتاب خصوصاً في القراءات التي لم تفرد بمؤلف ، كقراءة شعبة عن عاصم مثلاً ، وقد انتشرت قراءةُ حفص عن عاصم ولله الحمد انتشاراً كبير بين الناس ، إلا في بعض البلاد المغربية وبعض بلاد افريقيا ، الذين لا يقرءون برواية حفص عن عاصم ، ولما كان شعبة هو صاحب حفص في الأخذ عن عاصم ، وبحروف وأوجه مختلفة ، فوضع المؤلف هذا الكتاب ليتعرف طالب علم القراءات على هذه القراءة المتواترة ، وبيّن فيه المؤلف منهج شعبة التي خالف فيها حفصاً في القراةء ، وقد ترجم للإمام شعبة ترجمة وافية.
من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هو القرآن الكريم فقد رفع الله بها أقواماً وأذل الله بها القرآن آخرين، لما تركوا العمل به، ولم يأتمروا بأوامره، ولم ينتهوا بزواجره، وهجروا قراءته، وقراءة القرآن بتجويده وترتيله من أعظم الأمور، وهذا الشرح المبارك لمتن مبارك مهم لطالب التجويد والقراءات لمتن الجزرية للعلامة الثقة العدل بشهادة الأمة أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الحرزي، الشهيرب(ابن الجزري) والطلاب بحاجة إلى شرح وافٍ لهذه المنظومة المباركة، وضم هذا الشرح فوائد وإضافات نادرة وحاول الشارح أن يكون أسلوبه سهلاً ليناً من غير تعقيد ولم يكثر من الحشو الذي لا فائدة منه، وفي بداية الكتاي حاول أن يترجم للامام ابن الجزري رحمه الله، وماشاء الله على الشارح فهو من المكثرين للفوائد التي قلما تجدها في مثل هذا الشروح.
قام المؤلف فى هذا الكتاب بتتبع خلافات كل روايتين عن القارئ للقراء العشرة بترتيب ذكرهم فى الشاطبية والدرة ، وبترتيب ذكر أبواب الأصول فى النظمين ويقوم بعمل جداول لتتبع خلافات الروايتين عن القارئ فى فرش الحروف بترتيب السور والآيات فى المصحف ، و اكتفى فى قسم الفرش بكتابة الكلمة بالشكل الكامل لكل راو و عدم شرح الخلاف للاختصار وذلك تيسيرا على الذين يقرؤن القراءات بالافراد لكل قارئ أن يضعوا أيديهم على مواطن الخلاف بين الروايتين .
هذا الكتاب مذكرة وجيزة في "علم التجويد" تحوي معظم أبواب هذا العلم الشريف، أصلها ما تلقاه المؤلف على مشايخه أثناء تعلم هذا العلم ثم أتبعه برسالة شرح فيها نظم "ما يراعى لحفص من طريق الشاطبية"، ثم أتبعه برسالة الإرشاد إلى تحقيق مخرج الضاد لمن يريد أن ينطق الضاد شبيهه بالظاء.