عدُّد قراءات القرآن الكريم له فوائدُ يُدرك كلُّ أهلِ علمٍ منها ما قد يمُنُّ الله عليه به، وإذا نظرنا نظرةً في القراءات رغم قصر النظر، وقلة البحث؛ لظَهَر لنا فوائدُ؛ منها ما يكون للتيسير على الأمة، ومنها ما تكثر به المعاني، فيكون في الآية أو الكلمة أكثر مِن معنًى وفقَ كل قراءة، ومنها ما يكون لبيان وجهٍ مِن وُجوه الإعجاز، ومنها ما ينهلُ منه أهلُ اللغة، وكذا أهل التفسير وأهل الفقه وغيرهم، وهذه المنظومة منظومةٌ في علم القراءات، جمَعَت القراءات الثلاث المتممة للعشر، وهي نظمٌ لِمَا زاده مُصنِّفها من القراءات على كتاب «التيسير» في كتابه «تحبير التيسير». وهي إحدى أهم وأشهر المنظومات التي جمَعَت تلك القراءات الثلاث، ولا تكاد تجِد أحدًا يجمعُ القراءات العشر الصغرى إلا ويحفظها ويستشهِد بها.
لقد كان المغاربة قبل زمن ابن البري، يتمدون في قراءة نافع على قصيدة أبي الحسن علي بن عبدالغني الحصري القيرواني، ولا سيما فيما يتعلق برواية ورش من طريق الأزرق، إلا أنهم فيما يتعلق بأحكام الراءات كانوا يأخذون بما في في الشاطبية، نظراً لقصور الحصرية، وهكذا نجد ان ابن برّي حينما نظم أرجوزة "الدرر اللوامع"، كان في الحقيقة سدّ فجوة كبيرة في المنهج التعليمي، واستجاب لمطلب حيوي، كان يؤرق المقتصرين على رواية ورش من المغاربة، والراغبة فيها من غيرهم، وبذلك نفهم سر ذيوع هذه الأرجوزة شرقاً وغرباً، وبزّها كل ما نظم في موضوعها وفنها، وإن أرجوزة ابن برّي تقع في مائتين وثلاثة وسبعين بيتاً.