لقد كان المغاربة قبل زمن ابن البري، يتمدون في قراءة نافع على قصيدة أبي الحسن علي بن عبدالغني الحصري القيرواني، ولا سيما فيما يتعلق برواية ورش من طريق الأزرق، إلا أنهم فيما يتعلق بأحكام الراءات كانوا يأخذون بما في في الشاطبية، نظراً لقصور الحصرية، وهكذا نجد ان ابن برّي حينما نظم أرجوزة "الدرر اللوامع"، كان في الحقيقة سدّ فجوة كبيرة في المنهج التعليمي، واستجاب لمطلب حيوي، كان يؤرق المقتصرين على رواية ورش من المغاربة، والراغبة فيها من غيرهم، وبذلك نفهم سر ذيوع هذه الأرجوزة شرقاً وغرباً، وبزّها كل ما نظم في موضوعها وفنها، وإن أرجوزة ابن برّي تقع في مائتين وثلاثة وسبعين بيتاً.
غير موجوه الآن