هذا كتاب مختصر في تلخيص أصول الطيبة دون الفرش، واشتمل علي أبواب الأصول في متن الطيبة، بدءًا من المقدمة وانتهاء بباب أفراد القراءات وجمعها، ولم يذكر فيه الشواهد للاختصار، واتبع فيه ترتيب ابن الجزرى في منظومة الطيبة.
وذكر فيه زيادات الطيبة علي الشاطبية والدرة.
فإنًّ من علوم القرآن الكريم علمَ قراءاته، وقد ألف العلماءُ في ذلك كتبا يصعب احصائها ومن أشهرها منظومة الإمام الكبير القاسم بن فِيرُّه الشاطبي الرُعَيني الاندلسي الضرير، وتسمى منظمته حرز الاماني ووجه التهاني نظم فيها كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وقد كتب الله لهذه المنظومه القبول وقرأها وحفظها من لا يحصى وشرحها كثيرون، وكان من جهود العلماء في خدمتها التعليق على عدد من أبياتها استكمالاً لمقاصد ناظمها، وذلك ضمن شروحهم، إلى أن جاء العلامه على القارئ فأفرد في ذلك هذه الرسالة التي سماها "الضابطية للشاطبية اللامية" وهذه الرساله قد افردها العلامه الشيخ علي القاري لملحوظاته وهي في 112 فقره، وقد يكون في الفقره الواحده اكثر من ملحوظه، وتعود هذه الملحوظة لدفع توهم، ورفع مشكل، وحلِّ معضل، وتقييد مطلق، وتفصيل مجمل، وزيادة بيان، وتقريب بعيد، وتتمة فائده، وإضافة توضيح، واقتراح بتغيير ترتيب، والاتيان بمثال لما لم يمثّل به.
علم الضبط المصحف في من احسن العلوم واسماها؛ لتعلقه بأفضل الكتب وأشرفها، وهو القرآن الكريم فقد ظهر الضبط خصيصاً للقرآن الكريم عندما فسدت ألسنة العرب، ووقع اللحن في قراءة القرآن، فخاف العلماء من انتشار اللحن مع مرور الأيام فيؤدي ذلك إلى تحريف وتغيير في النص القرآني، فأحدثوا النقط وضبط المصاحف لأن القرآن الكريم هو مصدر الهداية البشرية عامة فاهتم العلماء بضبطه، وفي ذلك محافظة على التلاوة الصحيحة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و ضبط النص القراني بالإعجام والنقط فيه ضمان لسلامته من اللحن والتحريف، كما أنه يحفظ القارئ من أن ينحرف لسانه عن الصواب، ويعوّد اللسان الاستقامه في النطق وهذا له أثر حميد على استقامة اللغة و تقويم اللسان، وهذا الكتاب يتكلم في ذلك من حيث نشاته الضبط المصحفي وتطوره ورتبته.