يعتبر كتاب العنوان في القراءات السبع لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام رسالة لنيل درجة الماجستير، العنوان في القراءات السبع لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم، تكلم فيه عن القراءات السبعة، وعن القراء السبع، والكتاب مفيد في بابه، جدير بالعناية والمدارسة والمباحثة.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا يعتبر من أهم كتب المؤلف ، اختصره اختصاراً لطيفاً ، وترجم لسنده بتراجم موجزة خفيفة ، لتقرب على متحفظها ، وتسهل فلا يطول ، وتكثر فتثقل ، وقد قسم المؤلف كتاب الى ثلاثة اقسام ، فحصص القسم الأول منه لذكر أسانيده ، والقسم الثاني جعله للحروف ورتبها على ترتيب سور القرآن الكريم وتناول مباحث الإدغام ، والإمالة ، والهمز في أثناء ذلك ، وجعل القسم الثالث : لذكر مذاهب القراء في إثبات (ياءات الزوائد وحذفها من جهة الرسم ولطريقة نطقها من فتح وجزم ) ، فقد ذكر رحمه الله عشر قراءات للقراء العشرة المعتبرين ، وأضاف اختيارات أبي حاتم السجستاني.
إن أهم العلوم علم القرآن، لاشتماله على جميع العلوم بالدلالات لا سيما، وقد تصدى له رجال محققون، وائمة مدققون فكشفوا عن وجهه اللثام، ونقلوه إلينا على تحرير تام لأن أهل القرآن هم الملحوظون من الله بعين رعايته الممنوحون من الله تعالى جزيل عنايته لا يشقى بهم جليس، ولا يظفر بهم اللعين إبليس، فشاع ذكرهم في الأكوان، والكتاب الذي بين يديك هو شرح مختصر وجميل للشاطبي ومتن الشاطبي قد بارك الله له في في تصنيفه، لا سيما هذا النظم المبارك، فلقد رُزق من القبول والشهرة، ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن، حتى صارت جميع البلاد لا تخلو، ولقد بالغ أكثر الناس في التغالي فيه، وأخذ أقواله مسلّمة، واعتبار ألفاظه منطوقاً وممفهوماً، حتى خرجوا بذلك عن حدّ أن تكون لغير معصوم، وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع، وأن ما عدا ذلك لا تجوز القراءة به، وقد شرحه الكثر من الائمة وهذا لكتاب هو أحد شروحه المختصرة من تطويل ولا حشو.
القرآن العظيم كتاب الله أنزله على رسوله وأمرنا بقراءته وتدبره والعمل بأحكامه فهو شريعتنا ومعجزة نبينا ، ومما ابتليت به الأمة هذه الأيام ما يسمى بالقراءة المقامات الموسيقية ، فألف المؤلف هذا الكتاب رداً عليهم وتبييناً لحكم الشريعة وفهم السلف للآحاديث التي يحتج بها المحتجون ، فتكلم فيه عن نشأة القراءة بالالحان ، وعن الأحاديث الواردة في التغني بالقرآن ، وعن التأويل فيها ، وفيه مناقشة أقوال القائلين بالجواز ، ففصل في المسألة واستدل لها من الكتاب والسنة وآثار السلف ، وبيّن فيه الحق الذي مرية فيه ، الكتب مهم لكل قارئ ومهمتم.