أعظم ما صُرفت فه الأوقات وأكرم ما جندت له الطاقات ما يخدم البحوث المتعلقة بكتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين، لأنهمامصدر التشريع أساساً وإليهما المرجع في الحكام الشرعية أصولاً وفروعاً ومن هذه القراءات التي وردت إلينا متعددة فمنها ما هو متفق على تواترها وهي سبع قراءات وثلاث قراءات مختلف فيها، يتناول البحث مسائل أصولية متعلقة بالقراءة الشاذة من حيث الاحتجاج بها من عدمه وما يترتب عن هذا الحكم من تطبيقات فقهية تظهر ثمرة الخلاف في الحكم الفقهي لهذه المسائل عند الفقها، كما تظهر أهمية هذا الموضوع باستقصاء جميع جونبه وجزئياته، العديد من مؤلفات وكتب الأصوليين تطرقت إل موضوع القراءة الشاذة لدى الأصوليين لكن هذه الكتب ذكرته عرضاً دون سبر أغواره وكشف كثير من أسراره وأبرز ما تناولته.
هذه القصيدة الحصرية العصماء في قراءة الإمام نافع المدني لصاحبها الإمام الأديب أبو الحسن علي بن عبدالغني الحصري القيرواني قد اعتمد فيها رواية ورش من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق، وعول في رواية قالون على طريقين أبو نشيط محمد هارون، وطريق أحمد بن يزيد الحلواني، ولاشك أن الطريق المعتمد هو أدق مستويات الخلاف الواجب، إذ به ينحسم الخلاف، وضبطه من الأهمية بحيث يمنع تخليط الطرق والتداخل فيما بينها، وقد سار الناظم على معيع القراء في تقسيمهم المادة القرائية إلى قسمين كبيرين، الأصول والفرش، يقدمون الأولى على الثانية، وإن كانوا يجنحون إلى إدراج فرش سورة الفاتحة في باب الأصول.
القصيده المالكيه في القراءات السبع لأبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني المتوفى 672ھ ، ها هي بين يديك، موصوله السياق اليك، ومثلها حريم بالمطالعة، جدير بالقراءه والمتابعة، فقد تعلق بها الفضائل، وارتسمت في محاسنها قلائد الشمائل، ولم يجاوز الحد، ولم يسقط،ولم يعتد فشرف مقصودها ظاهر، وشأن ناظمها بين الخلائق سائر، هذه القصيده وهي وان كانت مستقاة من الشاطبيه، إلا انه تفرد في نظمه ببعض الخصائص التي تدل وبوضوح على ملكة عالية وقدرة في النظم بالغة، وسيظهر لك ذلك اثناء القراءه، ويلفت انتباهك الى حسنه، بدأ قصيدته بحمد لله والصلاه على الرسول ثم افصح عن مراده وبين منهجه إجمالاً و أنه صار على ما سار عليه الامام الشاطبي في حرز الاماني ثم ذكر القراء السبعه مرتبا اياهم على ترتيب الشاطبي، ومن ما يميز، منهج الناظم رحمه الله في هذه القصيده باستقصائه في جمع النظائر عند الموضع الاول.