يُعدّ هذا الكتاب المختصر، الذي جاء في ست صفحات تقريبًا، من المراجع الدقيقة في حقل علوم التجويد والقراءات، إذ يعالج أحد أبواب الأداء الصوتيّ الدقيق المتعلق بـ «الحروف التي تسبق هاء التأنيث» في النص القرآني، موضوعاً يُعدّ من القضايا التخصصّية في ضبط التلاوة والفواصل. يبدأ المؤلّف بتمهيد موجز يبيّن فيه أهمية معرفة أحوال الحروف قبل هاء التأنيث، باعتبار أن هذه الحالات قد تؤثّر في النطق أو في الجودة الصوتية للتلاوة أو في فهم الفرق بين بسملة أو غيرها من المواضع، ثم ينتقل إلى عرض أقسام لهذه الحروف قبل هاء التأنيث، مع ذكر أمثلة عملية من القرآن الكريم أو من متون التجويد تُوضّح الفرق بين الحرف إذا نُطق قبل هاء التأنيث أو إذا تغيّر وضعه. منهج المؤلف فيه يتميَّز بالاقتصاد العلمي والدقّة، فقد اختار أن يعرض المادة بشكل مباشر دون إطالة، مع حرص على التبسيط لطلبة التجويد والمقرئين الذين يُراد لهم الإلمام بنقطة دقيقة في الأداء. من أبرز المميزات الفنية أن اللغة العربية في الكتاب فصيحة واضحة، والأسلوب مختصر ومباشر، ما يجعل العمل مناسباً كمذكرة تعليمية أو مرجع سريع، كما أن المؤلّف استند إلى مصادر في علوم التجويد والقراءات ولو في إطار محدود، ما يمنحه مصداقية في القِضم التي قد تبدو صغيرة لكنها مهمة في أداء التلاوة. الفئة المستهدفة من هذا العمل هي طلاب التجويد والمقرئون الذين وصلوا إلى مرحلة التدقيق في النطق والحروف، والمعلمون الذين يريدون مذكّرة قصيرة يستطيعون توزيعها في الحلقات كنقطة تعليم، فهي تصلح للإلمام بهذه الحالة الصوتية الخاصة بشكل سريع وفعّال. والقيمة التي يُضيفها هذا الكتاب إلى ميدان علوم القرآن والتجويد تكمن في أنه يُسلّط الضوء على ظاهرة صغيرة لكنّها مؤثّرة في الأداء القرآني، مما يعزّز من دقّة النطق ويُوفّر مادة يُمكن الاستفادة منها في تنقية الأداء وتحسين الجودة، ويُثري المكتبة بمنهجية مختصرة تربط بين الحروف والأداء قبل هاء التأنيث — وهي نقطة غالباً ما تغيب عن العديد من الكتب العامّة — وبالتالي يُقدّم إضافة نوعية للمهتمّين بتجويد القرآن الكريم.
غير موجوه الآن