يُقدَّم كُتيّب «معوّقات أمام إعمال الضبط الأصلح» للباحث صالح بن عبد الله حاجي في صيغةٍ موجزةٍ تُشخِّص العوامل التي تعترض تطبيق الضبط الأمثل في المصاحف وموادّ التعليم القرآني المعاصرة؛ إذ يحدّد موضوعه في تحليل المعوّقات النصيّة والفنية والمؤسسية التي تُربك توحيد الضبط، مثل تباين الأعراف بين مدارس الضبط، وضغوط الإخراج الطباعي والرقمي، وضعف المعيرة للمصطلحات والإشارات، وما يترتّب على ذلك من أثر مباشر في الأداء والتعليم. وينتهج المؤلف منهجًا وصفيًا تحليليًا تقويميًا يبدأ برصد أمثلةٍ لاضطراب الضبط في مواضع منتقاة، ثم يقارن البدائل الممكنة في ضوء قواعد الفن وضوابطه، قبل أن يقدّم ترجيحات عملية تراعي واقعية النشر والبرمجة ومتطلبات التلقين. ويتّسم الكُتيّب بلغةٍ فصيحةٍ مقتصدةٍ دقيقة المصطلح، وبناءٍ منطقيٍّ واضحٍ ينتقل من التشخيص إلى المعالجة، مع حضورٍ تطبيقيٍّ يُبرز احتياجات اللجان العلمية والمراجعين والمعلّمين على السواء. وتظهر ميزاته الفنية في وضوح الأمثلة وتدرّجها، واقتراح توصيات قابلة للتنفيذ كإقرار قائمة رموزٍ معيارية، ووضع أدلة أسلوبية للضبط، وتطوير مواصفاتٍ فنية للطباعة والواجهات الرقمية تراعي قواعد الأداء. وهو موجّهٌ للهيئات المشرفة على المصاحف ومراجعي الضبط والإخراج، ولمدرّسي التجويد والمقرئين وطلبة الدراسات العليا، إذ يزوّدهم بخارطةٍ مكثّفة لأسباب التعثّر وطرائق تجاوزه. وتنبع قيمته العلمية والثقافية من تجسيره الفجوة بين تقعيدات التراث واشتراطات الصناعة الحديثة، وترسيخه «الضبط الأصلح» معيارًا عمليًا يخفّف التنازع في التطبيق ويُحسّن جودة المصاحف التعليمية والمنصّات الرقمية، وبذلك يسهم في ترسيخ أداءٍ قرائيٍّ منضبط على أصولٍ راسخة.