هذا الكتاب يُعَدُّ من شروح متن النشر للعشرة القرّاء على الشافعية الشاطبية والدار، إذ يُركِّز المؤلّف في «منحة مَولى الباري» على ما أضافه كتاب النشر من تبيينات وفوائد زائدة تفصيلية – أي ما زاد عن متن الشاطبية – مع ربطها بآراء القرّاء العشرة، وبيان مواقع الزيادة في متن النشر والدار مقارنة بالنص الأصلي. يبدأ الكتاب بمقدمة تمهيدية تحدد غرض الشرح وموضوعه، ثم يعرض متن النشر ويشير إلى «المَزِيد» – أي ما زاد المؤلف من شروحات أو إضافات – ويربط ذلك بالشروح أو الفروع التي قرأها القرّاء العشرة أو المرويات المرتبطة بهم. منهج المؤلف في هذا الكتاب منهج تحليلي تأصيلي؛ فهو ينقل النصّ المزَيَّد من النشر، ويقارنه بالنص الأصلي للشاطبية، ثم يقف عند مواقع الزيادة موضحًا دلالتها وأثرها في الأداء القرائي أو الحُكم التجويدي، مع استدلال بالروايات أو الأقوال إن توفّرت، وأحيانًا يقيم النصين في ضوء ما هو أقوى من التعليل أو عند النزاع. من المميزات الفنية والعلمية للكتاب لغته العربية الفصيحة المتوازنة، وأساليب العرض المرتبة التي تُمكِّن القارئ من تتبّع مواقع الزيادة بسهولة، إضافة إلى توثيق جيد للنصوص والمرويات، وربط العمل بين النشر والشاطبية والدار، مما يجعله ذا أصالة في معالجة الاختلافات بين المتون الشاطبية والنشر. الفئة المستهدفة هي طلبة علم القراءات وعلوم التجويد، وخصوصًا من يتعامل مع متن النشر أو يدرس أوجه الاختلاف بين النشر والشاطبية والدار، وكذلك الباحثون في تراث القراءات والدارسون الذين يريدون فهماً أعمق للتفصيلات الإضافية في الشروح المزيدة. وتتمثل القيمة العلمية والثقافية التي يُضيفها هذا العمل في أنه يُضيء الفروق الدقيقة بين المتون والمذاهب الشاطبية والنشرية، ويسهم في توجيه القُرّاء والمقرئين إلى فهم أيّ الزيادات في النص نافع للتجويد وأيهما زوائد غير مبرَّرة، كما إنه يُعزّز الجانب النقدي في دراسة متون القراءات ويُوفّر مرجعًا مرجّعًا لمن يسعى إلى تعميق دراسته في متون النشر والتفاضل بينها وبين المتون الكلاسيكية.