هذه الرسالة قد تراها قليلة الصفحات صغيرة الحجم ولكنها كثيرة الفوائد والفرائد غزيرة المعاني من رجل أفنى عمره في العلم وقلمه السيال ولغته العالية تشهد طول باعه وتبحره العلمي إنه فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله فقد كتب في هذا الكتيب عن روؤس المسائل لبدع جهلة القراء التي نبه عليه المتقدمون ، وعنيت بالبحث ما اتسع انتشاره وهو التمايل عند القراءة من القارئ والسامع، وما أحدثه المعاصرون وهو في قالبين: تعبد القراء في تقليد قارئ آخر في قراءة القرآن داخل الصلاة أو خارجها، لجدة حدوثه وشدة الولوع به، وكذلك تحدث عن عدول الخطباء عن المشروع في قراءة صلاة الجمعة إلى ما يراه الامام مناسباً مع موضوع الخطبة.
القرآن الكريم منذ نزوله محط أنظار العلماء ، ومناط أفكار الفضلاء ، وموضع عنايتهم في القديم والحديث ، وخدموا القرآن من جميع ولا تتركوا شاردة ولا واردة مع هذا كلام الله خزائنه لا تفنى ولا تنتهي ، وهناك طائفة وجّهت عنايتها إلى ذكر ما فيه من وقوف ، وبيان أنواعها ، وتحديد كل نوع منها ، مع استنباط عللها وأسراراها ، وما يترتب على ذلك من حسن الإبتداء أو قبحه ، فألف فضيلة الشيخ الإمام شيخخ المقارئ المصرية محمود خليل الحصري رحمه الله هذا الكتاب (معالم الإهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء) فبيّن فيه الوقوف في القرآن ، وعن المواضع التي ينبغي الوقف فيها ، والحث على تعلمها وتعليمها ، وعلم الوقف علم مهم جداً لقارئ القرآن خاصة ولعموم المسلمين حتى قال أبو حاتم :من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن.
من الروايات المشهورة التي يقرأ بها المسلمون في العالم هي رواية الدوري عن أبي عمرو ، وهي الرواية التي يقرأ بها أهل السودان وشرق أفريقيا ، وهذا الكتاب عن هذه القراءة كتبه شيخ المقارئ المصرية محمود خليل الحصري ، كتب فيه ما رواه حفص الدوري عن شيخه أبو عمرو بن العلاء البصري في كلمات القرآن المختلف فيها بين القراء مخالفاً في ذلك ما رواه حفص الكوفي عن شيخه عاصم في هذه الكلمات ، فالكتاب صغير الحجم ولكنه مليئ بالفوائد والمعلومات الثمينة ، التي تشد لها الرحال.
من النعم الجليلة التي أنعم بها الله على عباده نعمة التدبر في آياته ، ونعمة شعور النعمة ، لأنه لا يتأتى إلا بتوفيق من الله وحده ، ومن النعم المجيدة قراءة كتبه بروايات مختلفة ليسهل على الناس ، وهذا الكتاب (نور القلوب في قراءة الإمام يعقوب ) لشيخخ المقارئ المصرية فضيلة الشي الإمام محمود خليل الحصري ، كتب فيه عن قراءة الإمام أبي محمد يعقوب بن اسحاق الحضرمي ، من روايتي رويس وروح عنه من طريق الشاطبية ، وأضاف فيه قراءة من طرق الدرة وجه إلحاق هاء السكت في جمع المذكر السالم وما ألحق به من طريق الطيبة.