القراءات المتواترة هى التى اجتمعت فيها شروط القراءة الصحيحة من صحة السند ، وموافقة اللغة العربية ، وموافقة الرسم العثمانى ، وإذا اختل شرط منها كانت القراءة شاذة وهى كثيرة ولكن منها أربع قراءات مشهورة وهى قراءة ابن محيصن المكي ، والحسن واليزيدي وكلاهما بصري والأعمش الكوفي ، وممن اعتنى بهؤلاء القراء الأربعة الإمام المتولى فى منظومته ( الفوائد المعتبرة فى الأحرف الأربعة الزائدة على العشرة ) وشرحها فى كتابه مورد البررة على الفوائد المعتبرة والطلبة فى هذا العصر يكتفون بقراءة هذا المتن ويأخذون الإجازة فى القراءات الأربعة دون قراءة وجمع لهم ، ويعد كتاب ( النجوم الطوالع جمع الأربعة اللوامع ) أول كتاب جمع القراءات الأربعة بطريقة الجمع للقراء السبعة والعشرة ، حيث اتبع فيه ما حرره المتولى فى نظمه ( الفوائد )الذى جعل فيه لكل قارئ أصلا من القراء فجعل أصل ابن محيصن قراءة ابن كثير ، وجعل أصل قراءة الحسن واليزيدي قراءة أبى عمرو البصري ، وجعل أصل قراءة الأعمش قراءة حمزة فجمع هذا الكتاب القراءات الأربعة بطريقة الجمع فيبدأ بقراءة ابن محيصن ثم يعطف الأقرب فالأقرب...
الأهمية التي أولاها علماء القراءات والعناية البالغة بنظم الشاطبية وأصلها (كتاب التيسير)، وذلك من خلال استخراج الأوجه المقدمة في الأداء في كتبهم المتعلقة بشرح الشاطبية وتحريراتها أو عموم الكتب التي تذكر قراءات القراء المشهورين، والتي في جملتها تتطرق إلى نظم الشاطبية وأصلها باعتبارهما أهم أصل من أصول القراءات والتي حافظت على القراءات القرآنية المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول.إنّ السبب الرئيسي في اعتبار الأوجه المقدمة في الأداء هو الموافقة للطرق التي ذكرها الإمام الداني في كتابه التيسير ومن النظم التي اهتمت بذلك هذا" النظيم الماتع في الأوجه المصدرة للسبعة عند المفرد والجامع" في واحد وخمسين ومائتي بيت، لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسـي، نظمه في بيان الأوجه المقدمة للقراء السبعة ورواتهم.
من أفضل العلوم وأثمن الأوقات هي التي تصرف في خدمة القرآن الذي هو كلام الله وخدمة كلام الخالق من أعظم المنن التي امتن الله بها عباده ولهذا قال عن عنهم هم أهل الله وخاصته لأنهم لا يضيعون أوقاتهم بل يستغلونها أيما استغلال ومن خدمة القرآن خدمة القراءات التي نزل بها، والقراءات مما غفل عنه الواص فضلاً عن العوام وإلى الله المشتكى والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب "النفحة المسكية في تأصيل وجمع الدرة المضية في القراءات الثلاث للأئمة أبي جعفر، يعقوب، خلف العاشر، ألفه ابن الجزري رحمه الله وحققه الأستاذ محمد إبراهيم محمد سالم، فبدأ فيه بمتن الدرة المضية لابن الجزري، ثم ذكر تعريف بالأئمة الثلاثة والرواة عنهم وطرقهم على ما في التحبير لابن الجزري، وجاء بعده بالأحكام وجمع الآيات، فالكتاب جميل وفيها تسهيل للطالب وكذلك أوضح بعض المبمهات وشرح المغلق ويسر الصعب، وذكر بعض القواعد المفيدة.
تعدّ علوم القرآن من العلوم الدينيّة التي بدأ العمل بها في وقت مبكّر جدًّا من الإسلام، فقد ظهرت أوّل ما ظهرت في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة، ولكنّها لم تُدوّن حتى وقت متأخّر جدًّا، فقد كان أوّل كاتب يُدوّن في علوم القرآن هو البرهان للإمام الزركشي، وعدد علوم القرآن عند الزركشي 40 نوعًا، وأمّا عند السيوطي فإنّها وصلت إلى 80 نوعًا، ومن علوم القرآن علم القراءات، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم الرسم، وعلم التجويد، والمكي والمدني، والإعجاز، وأصول التفسير وغيرها،فتختلف باختلاف الناحية التي تدرسها من القرآن الكريم.لقد هجر الناس علم القراءات لصعوبتها، وطلاب علم هذه الإيام لا يهتمون بها هذه الأيام، والنظم الذي بين هو نظم سهل، سائغ شرابه، ذكر فيه أصول وفر ش ابن كثير الذي يخالف فيه حفص.
من مقاصد القراءات القرأنية العظيمة سهولة حفظه وتيسير نقله على هذه الأمة؛ إذ هو على هذه الصفة من البلاغة والوجازة، فإنه من يحفظ كلمة ذات أوجه أسهل عليه و أقرب إلى فهمه وأدعي لقبوله من حفظه جملاً من الكلام تؤدي معاني تلك القراءات المختلفات. وهذا المختصر هو في القراءات الثلاث المتممة للعشر أبي جعفر من روايتي ابن وردان وابن جماز و قراءة يعقوب من روايتي رويس وروح عنه، وقراءاة خلف من روايتي إسحاق وإدريس سلك فيها المؤلف مسلك الإمام الحافظ ابن الجزري رضي الله عنه في درته فما خالف فيه أبو جعفر نافعاً ويعقوب أب عمرو وخلف روايته عن سليم عن حمزة ذكره وما وافقوهم فيه مما هو مذكور في الشاطبية تركه طلباً للإختصار.
هذا الكتاب مفرغ لدروس مرئية للمؤلف، في شرح الشاطبية مع بعض الترتيب والتهذيب، والتحقيق، والتدقيق و قد اعتمد في هذا الشرح بصفة كبري علي شرح الإمام أبي شامة رحمه الله، إما إقتباسًا وإما استئناسًا وهو الشرح المعروف
"بإبراز المعاني من حرز الأماني" وغيره من الشروح.