يُعدُّ هذا الكتاب بحثًا متخصصًا في علم القراءات وصوتيات الأداء القرآني، وقد أتى في حوالي 24 صفحة كما تظهر النسخة المتوفرة على مكتبة القرآن على الإنترنت، ويُعنى المؤلف فيه بتحليل كيفية أداء القراءات القرآنية من الناحية الصوتية، مع التركيز على الفروق الصوتية بين القراءات وأثرها في الأداء، فموضوع الكتاب يدور حول دراسة الأصوات المعتمَدة في الأداء القرآني (حركات الحروف، أحكام التلاوة، النُّفَس، إدغام، إمالة، وغيرها) وتوضيح كيف تؤثّر الاختلافات الصوتية بين القراءات في الفهم والتجويد. يتبنّى المؤلف منهجًا صوتيًّا تحليليًّا، فيعرض قراءة معيَّنة ثم يقيّمها صوتيًّا، يقارن بينها وبين قراءات أخرى من حيث الأداء الصوتي والعناصر الصوتية المرتبطة بها، ويستند إلى المفاهيم الصوتية واللغوية في تفسير الفوارق. من المميزات الفنية والعلمية للكتاب: اللغة فصيحة خالية من التعبير الركيك، والأسلوب مختصر ومنظم بحيث لا يغرق في التفصيل الزائد، والمصادر معتمدة في كتب القراءات والتجويد وعلم الأصوات، مع دقّة في اختيار الأمثلة الصوتية، والأصالة تظهر في مقاربته لزاوية الأداء الصوتي الخاص بالقراءات—وهي زاوية لا تُعطى اهتمامًا واسعًا في كثير من المؤلفات. الفئة المستهدفة من هذا الكتاب هم طلبة التجويد وعلوم القرآن، والمهتمون بالقراءات والتجويد، خصوصًا الذين يرغبون في فهم الفوارق الصوتية بين القراءات وكيفية الأداء السليم صوتيًّا، إذ يجدون فيه مدخلاً متخصصًا يساعدهم على تحسين الأداء وفهم الفروق الصوتية الدقيقة. وأما القيمة العلمية والثقافية التي يُضيفها الكتاب فهي تتمثل في إبرازه للعلاقة بين الصوت والقراءة، وتوجيه البحوث نحو الأداء الصوتي باعتباره مكوِّنًا لا يقل أهمية عن الجانب اللغوي أو القرائي، كما يُكسب الدارس منظورًا دقيقًا في التمييز بين القراءات على مستوى الصوت، فيُثري بذلك الميدان المعرفي لعلوم القراءات والتجويد وصوتيات القرآن.
غير موجوه الآن