يُعدّ هذا الكتاب من المؤلفات التي تهدف إلى تمهيد القارئ لميدان علم الفواصل وعدّ الآي، وهو مجال دقيق ضمن علوم القرآن، إذ يُعنى بتحديد أعداد الآيات في سور المصحف، وبيان الفواصل التي تعين القارئ على الوقف والابتداء بدقة. يبدأ المؤلف بمقدمة تمهيدية تُعرّف القارئ بأهمية علم عدّ الآي وموقعه بين علوم القرآن، ثم يقدم مفاهيم أساسية مثل الفواصل، وأنواع العدّ المتبعة (العد المدني، العد المكي، عدّ الكوفيات، وغيرها)، ويتناول بعد ذلك القواعد التي يعتمدها العلماء عند تحديد عدد الآيات ورؤوسها، مع عرض للانقسامات بين المدارس العددية المختلفة. منهج العرض في الكتاب يجمع بين الأسلوب النظري والتطبيق العملي؛ فبعد عرض القاعدة أو المبدأ يُورد المؤلف أمثلة من سور وآيات تُبيّن كيف يُطبَّق العدّ عمليًا، وربما يُظهر مواضع الخلاف بين العلماء ويعطي وجه الرأي الأقرب. من المزايا الفنية أن اللغة المستخدمة فيه عربية فصيحة واضحة لا تثقل على القارئ، والتنظيم المنهجي بين الفصول يجعل الانتقال من المفهوم النظري إلى التطبيق سلسًا، كما أن المؤلف قد اعتمد على مراجع معترف بها في هذا العلم ليُدعم عرضه بأسانيد وقواعد معتبرة. يستهدف الكتاب طلاب علم القرآن، وطلبة التجويد والقراءات، والمعلمون الذين يحتاجون إلى مرجع تمهيدي في الفواصل، وهو مفيد أيضًا لكل قارئ يريد ضبط تلاوته من حيث عدد الآيات بدقة. القيمة التي يُضيفها هذا الكتاب إلى معرض علوم القرآن هي كونه جسرًا بين المبتدئ والمتخصص، إذ يقدّم المدخل المنظم إلى علم عدّ الآي، ويُسهّل على المتعلمين الانتقال التدريجي إلى المتون المتقدمة، مما يُعزّز ضبط الأداء القرائي وفهم النصوص القرآنية في مستوى الفواصل والآيات.