علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...
أولى ما تصرف إليه الهمم والأفكار، كلام الله سبحانه وتعالى العزيز الغفار، وهذا الكتاب يبحث في كلمات يسيرة تبين المراد من نظم الذي ذكرت فيه أحكام الكلمات المختلف فيها عـن حفص بن سليمان الكوفي من طريق الطيبة سميتها:- الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة، فالكتاب قد اشتمل على ما لم يوجد في الكتب المطولات وجمع ما تفرق من المسائل المعضلات، والمؤلف من لا يعرفه فهو إمام فن القراءات في عصره ووكعبة الطلاب، الأستاذ الفاضل الشيخ علي محمد الضباع.
من المؤلفات المهمة لمريد الحفظ والإتقان في فن القراءات فقد جمعه ورتبه الشيخ المقرئ علي محمد الضباع المتوفى سنة 1961م فقد سهّل للحفاظ وجمع أكثر من عشر متون في القراءات والرسم والآيات والتجويد وهي :حرز الأماني في القراءات السبع للامام الشاطبي المتوفى سنة 590 ، نظم أحكام قوله تعالى الآن للشمس المتولى المتوفى سنة 1313 ، الدرة المضية في القراءات الثلاث للشمس ابن الجزري المتوفى سنة 833 ، الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث للشمس المتولى ، طيبة النشر في القراءات العشر للامام ابن الجزري ، الفوائد المعتبرة في القراءات الأربع للشمس المتولى ، عقيلة أتراب القصائد في الرسم للامام الشاطبي ، ناظمة الزهر في عدد الآى للامام الشاطبي ، المقدمة في فن التجويد للامام ابن الجزري ، تحفة الأطفال والغلمان للشيخ سليمان الجمزوري.
أسهل ما يُتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف المنظومات نظم الشيخ الإمام العالم أبو محمد قاسم بن فيرة بن أبو القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، ومن قصيدته اللامية المنظومة من الضرب الثاني من بحر الطويل، المنعوتة ب : (حرز الأماني ووجه التهاني) فأول شارح شرحها الإمام علم الدين السخاوي تلقاها عن ناظمها، وتابعه الناس على ذلك فشرحوها، فمنهم من اقتصر، ومنهم من علل وأطال، وخرج عن حيز الاعتدال، وهذا الكتيب تم فيها حل ألفاظها واستخراج القراءات منهابعبارة سهلة يفهمها المبتدئ، ولهذا لم يتعلل المؤلف للتعاليل المطولة فإنها مذكورة في تصانيف وضعت لها، وسماه المؤلف (سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي).