كانت عناية العلماء بالمتشابه في ألفاظه وعناية بالغة خشية أن تختلط كلمة في سورة بكلمة في سورة أرى فألفوا في ذلك الكتب، ووضعوا الرسائل واختلف أسلوبهم، فمنهم من كتب متشابه ألفاظه نثراً، ومنهم من كتبها شعراً أو رجزا، وهذا الكتاب من أجلّ الكتب التي تصب في مجال علوم القرآن وضعه الساوي ليعين الحفظة على حفظهم للآيات المتشابهات في اللفظ ليثبتوها فلا يخطؤوا أو يخلطوا بينها، لذلك فقد اشتهر هذا الكتاب بين الحفظة وتداولوه، واعتمده العلماء من أهل القراءات بالشام حالياً، خصوصاً وأن مؤلفه أحد شيوخخ الإقراء، ألا وهو الإمام علي بن محمد السخاوي رحمه الله، وقد وُفق إلى تحقيق الكتاب التحقيق العلمي الأستاذ عبدالقادر الطيب الحسني، وصدره بمقدمة قيّمة عن التشابه اللفظي في القرآن الكريم تفيد في هذا الموضوع.
هذا السفر المبارك جمعت فيه مؤلفات العلامة الكبير والشيخ المقرئ الشهير شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني المشهود بالحداد والذي اقترن اسمه بأول مصحف يطبع مدققاً محققاً في العصر الحديث ، في هذا الكتاب بعض رسائل اللشيخ في موضوعات شتى مثل: القول السديد في بيان حكم التجويد ، إرشاد الحيران إلى ما يجب إتباعه في رسم القرآن ، خلاصة النصوص الجلية في نزول القرآن وجمعه وحكم اتباع رسم المصاحف العثمانية ، السيوف الساحقة لمنكر نزول القرآن من الزنادقة ، الكواكب الدرية في المصاحف العثمانية وغيرها من المواضيع الفريدة والمميزة التي ينبغي أن يعتني بها كل باحث في علم التجويد والقراءات.
قد قيض الله لهذه المنظومة المسماة ب(المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه) رجالا عظماء يكشفون عن حقيقتها الستر ، ويخرجون منها التّبر ، فقدموا لنا قواعدها وأحكامها وتطبيقاتها عذبة طرية نشرب من معينها ككما يشرب الماء الصافي من البئر، قام العلامة المقرئ الفقيه الحنفي علي بن سلطان القاري رحمه الله ، فأوضح معانيها ، وحرّر علومها ونكتها ، وبيّن غامضها ، وحلّ ألغازها ، حتى بدت كالششمس في الأفق يسطع نورها على كل الشهب.