يُعَدُّ القول المحقَّق في ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق للشيخ علي بن سعد الغامدي المكي مرجعًا مهمًا في علوم القراءات؛ إذ يعرض منهجًا محدّدًا لتحليل وتحقيق الاختلاف بين روايتي ورش، فـالأزرق والأصبهاني، اللتين تُورِّثان تباينات دقيقة في الرسم الصوتي والتجويد، ويسعى إلى ضبطها وترشيد قراءتها. الكتاب يُعد قطعًا من النظم الدراسي المركز الذي يقدمه المؤلف بأسلوب منظَّم على هيئة أبيات شعرية موسومة بتحقيق علمي، ثم يتناولها بالشرح المنهجي المرجعي، موثقة بالروايات المشهورة. يُبرز الكتاب الفروقات الصوتية بين الروايتين في أحكام مثل المدود، الإمالة، النقل، والمدّات المختلفة، ويُبيّن تأثيرها نحوًا وبلاغة على الأداء القرآني. يعتمد الغامدي منهجًا وصفيًا تحليليًا، مدعومًا بجداول مقارنة واضحة تسهّل فهم القاعدة للطالب والمعلم على السواء، ويستخدم لغة عربية فصيحة سليمة بعيدة عن التعقيد. يستهدف هذا العمل طلاب التجويد، والمقرئين، والمدرسين في حلقات التحفيظ، ويُعدّ وثيقة معيارية لفهم خلافات رواية ورش، وتسويتها نحو التحصيل المطابق للمقارنة العلمية. تأتي أهميته من كونه يؤسس لضبط القراءة وفق معايير صوتية دقيقة، مقترنة برؤية تربوية علمية، فتُرسِّخ هذا النص كمرجع مهم في تعليم القراءات وسدّ فجوة الاختلاف بين منهجين قرائيين متوازنين في الأداء.
غير موجوه الآن