لما كانت المصاحف هي الأئمة إذ اجتمعت عليها الأمة، يلزم موافقتها، ولا يسوغ مخالفتها، وكان كثير من الخط المثبت فيها يخرج عن المعهود عند الناس، مع حاجتهم إلي معرفته لتكتب المصاحف علي رسمه، وتجري في الوقف علي كثير منه لكل قاريء من القراء علي مذهبه وحكمه، كانت الحاجة إليه كالحاجة إلي سائر علوم القرآن بل أهم ، فقد تكلم في هذا الكتاب عالم القراءات أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ عن:ذكر ما كتب بالهاء أو التاء من هاء التأنيث، وعن القول في الموصول والمقطوع ، وعن القول في ذوات الواو وذوات الياء ، والقول في المهموز، والقول في الزيادة والحذف ، وفي الهمزتين فالكتاب فيه مباحث جيدة ومسائل جميلة جديرة بالعناية.
القرآن هو كلام الله المفضل على سائر الكلام ، وكانت تلاوته هي أفضل الأذكار ، ولكن للأسف كثر اقراء وقلّ الفهم ، وكثر الإعراض عن كتاب الله ، فألف المؤلف فضيلة الشيخ الدكتور محمد موسى نصر هذا الكتاب جمع فيه الأحاديث الواردة في فضائل القرآن الكريم ، واعتمد في تخريجها على الأسانيد الصحيحة ، عازياً كل حديث إلى مخرجه ، مع شرح الغريب ، وحل غامضه ، وبيان بعض نكاته اللطيفة ، وإن كانت المسألة خلافية ذكر فيه أدلة المسائل الخلافية ، ورجح ما رأه المؤلف صواباً ، وضمن فيه بعض الآثار عن السلف ، ومدى تعلقهم بالقرئىن وشغفهم ، وغيرها من المباحث الشيقة والمفيدة.
من المسائل العلمية التي يبرز فيها الخلل المنهجي في التعامل مع تفسير السلف "أقوالهم في الأحرف المقطعة" وتأتي هذه الرسالة لبيان المنهج العلمي في معالجة تلك الأقوال، مستصحبًا عرض الطبري لها في كتابه التفسير.