«جامع أبي معشر المعروف بـسوق العروس» للإمام أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري
(من أول الكتاب إلى باب الاستعاذة – المجلد الأول)
يتناول هذا الكتاب أحد المصنّفات التراثية المهمّة في علوم القرآن، وهو كتاب «جامع أبي معشر» المشهور بـ «سوق العروس» للإمام أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، حيث جمع فيه المؤلّف جملةً من المسائل المتعلّقة بالقرآن الكريم وعلومه، مع عرضٍ منهجيٍّ مرتب يبدأ من أوائل مباحث الكتاب وينتهي بباب الاستعاذة. ويُعدّ هذا المصنَّف من الكتب الجامعة التي تعكس منهج المتقدّمين في الجمع بين الرواية والدراية في خدمة القرآن.
يعتمد الإمام أبو معشر في كتابه أسلوب الجمع والترتيب، حيث أورد المسائل القرآنية مع الاستناد إلى أقوال أهل العلم، ونقل الروايات الواردة، مع عناية ظاهرة بضبط الألفاظ والمصطلحات. ويبرز في هذا المجلد اهتمام المؤلّف بمقدمات علوم القرآن، وتأصيل المسائل المتعلّقة بالاستعاذة وأحكامها، ضمن سياق علمي متسلسل يعكس نضج المدرسة التفسيرية والقرآنية في عصره.
من أهم مميزات هذا الكتاب طابعه الموسوعي، واعتماده على الروايات المبكرة، إضافةً إلى لغته العلمية الأصيلة التي تعبّر عن منهج التصنيف التراثي. كما يمتاز بحسن الترتيب، وتنوّع المادة العلمية، مما يجعله مصدرًا مهمًا للوقوف على تطوّر مباحث علوم القرآن في القرون الأولى، وفهم مناهج العلماء في عرضها وتحريرها.
يُستهدف هذا العمل الباحثين وطلاب الدراسات العليا في علوم القرآن، والتفسير، وتاريخ التأليف القرآني، والمهتمّين بالتراث الإسلامي المخطوط والمطبوع. وتكمن القيمة العلمية لهذا الكتاب في كونه يقدّم نموذجًا مبكرًا للتأليف الجامع في علوم القرآن، ويسهم في إحياء تراثٍ علميٍّ أصيل، ويُعين الدارسين على تتبّع جذور المسائل القرآنية ومنهج تناولها عند الأئمة المتقدّمين.
