يُعَدُّ كتاب «الموضّح في تعليل وجوه القراءات» دراسة علمية دقيقة تنتمي إلى فقه القراءات، وقد اخترته تحليلًا من خلال كتاب «المهدوي ومنهجه في كتابه الموضّح في تعليل وجوه القراءات» للدكتور عبد الكريم بكّار؛ لما يحتويه من منهج رصين في استدلال القراءات. يقدّم الكتاب تناولًا متقنًا لسبب اختلاف القرّاء في لفظ الكلمة الواحدة، باعتماد شامل على الأسانيد وضوابط رسم المصحف العربي، ويتناول قاعدة لغوية متماسكة وفق فهم المعنى والسياق القرآني. وقد اعتمد فيه على مقاربات متنوعة تشمل السند والرسم والمعنى والانسجام البلاغي بين الآيات، مستعرضًا سهولة انتقال القارئ بين الرسم المتنوع في المصحف وفق ضوابط فقهية ولغوية، مع إعطاء الأسبقية للوجه الأنسب سياقيًا ودلاليًا. الأسلوب بنى كتابه بصيغة السؤال والجواب، مقدمًا للقارئ وجوه القرآن التي تبدو محل خلاف، ثم يقدّم تبريراً للوجه المرجيح، مع اختصار موجه نحو ما يراه مؤلّف منهجية ضرورة إيضاحه وتتبعه. يتميز الكتاب بالتحليل العميق للمفاهيم القرائية مع الحرص على ضبط المصطلحات الدقيقة في التجويد وعلم القراءات، وفي الوقت ذاته يسعى إلى التيسير من دون التفريط في التعقيد العلمي الضروري. يُعد هذا العمل نموذجًا للتقنية الحصيفة في الجمع بين الإسناد والرسم والمعنى كأركان لاستيعاب التنوع القرائي، ويُعد مرجعًا مهمًا لطلاب التجويد وعلوم القراءات، فقد أوضح كيف يمكن للمقرئ اليوم أن يضبط قراءته بناءً على دراسة وافية للطرق المتاحة ومدى انطباقها على المعنى القرآني. باختصار، يُمثّل الكتاب إضافة علمية رصينة في استنتاج الأنسب من وجوه القراءات، ويثري المكتبة القرآنية بتحليل متوازن يجمع بين النظرية والتطبيق، وأسلوب توجيهي أكاديمي رفيع.