«الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم»
يتناول هذا الكتاب مسألة دقيقة في علم القراءات والكتابيات القرآنية، وهي إثبات ما يُعرف بـ الحرف القديم من القرآن الكريم، أي الأصل القرآني الذي عُرِف في القراءات الأولى قبل التحريفات أو التغييرات الطفيفة التي وقعت لاحقًا في بعض النسخ. ويقدّم المؤلف دراسة منهجية متعمقة، حيث يعرض الأدلة من القرآن والسنة، ويستعين بروايات القرّاء وكتب القراءات القديمة لإثبات صحة الحرف القديم وضبطه.
يعتمد الباحث في هذا العمل منهجًا وصفيًا تحليليًا، فيبدأ بتعريف الحرف القديم وأهميته، ثم يعرض أقوال العلماء والقرّاء حوله، مع دراسة المقارنات بين النسخ المختلفة للمخطوطات، وتحليل الفروق القرائية من حيث الأداء واللفظ والدلالة. كما يتناول أثر الحرف القديم في الفهم الصحيح للآيات، وفي الاستنباطات الفقهية واللغوية المتعلقة بها.
من أهم مميزات الكتاب لغته الأكاديمية الواضحة، ودقته في التوثيق والتحليل، مع اهتمام ملحوظ بتخريج الأدلة والاعتماد على مصادر تراثية موثوقة. كما يتميز العمل بترتيب أفكاره وتسلسل عرضه، مما يسهل على الباحث متابعة المسألة الدقيقة وفهم الخلافات المطروحة بشأن الحرف القديم.
يُستهدف هذا الكتاب الباحثين وطلاب الدراسات العليا في علوم القرآن وعلوم القراءات، والمهتمّين بتاريخ نص القرآن الكريم، ومباحث الرسم القرآني والحروف. وتكمن القيمة العلمية للكتاب في كونه يسهم في توضيح قضية مركزية في القراءات القديمة، ويعزز الفهم الدقيق للنص القرآني كما ورد عن القرّاء الأولين، مما يثري المكتبة القرائية ويدعم الدراسات النقدية التاريخية للنص القرآني.