لما انتشرت الشاطبية في كافة أنحاء العالم الإسلامي اهتم بها الشارحون وحررها المحققون ومن هؤلاء المحررون صاحب هذا النظم الذي بين أيدينا للعلامة حسن خلف الحسيني الذي نظم في تحرير مسائل الشاطبية وجاء هذا النظم سهلا عذباً فميز ما صح من طرقها مما لم يصح على وزن الشاطبية، فهذا متن اتحاف البرية بتحريرات الشاطبية في القراءات السبع ، وهذا نظم لقي القبول عند أهل العلم منذ ظهوره لأنه جمع جل تحريرات العلامة المتولي-شيخ الناظم- على الشاطبية، ولذلك أقر به أهل العلم طلابهم، وقام العلامة الضباع بشرحه شرحا نفيساً مختصراً هو (مختصر بلوغ الأمنية في شرح إتحاف البرية بتحريرات الشاطبية).
هذه القصيدة الحصرية العصماء في قراءة الإمام نافع المدني لصاحبها الإمام الأديب أبو الحسن علي بن عبدالغني الحصري القيرواني قد اعتمد فيها رواية ورش من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق، وعول في رواية قالون على طريقين أبو نشيط محمد هارون، وطريق أحمد بن يزيد الحلواني، ولاشك أن الطريق المعتمد هو أدق مستويات الخلاف الواجب، إذ به ينحسم الخلاف، وضبطه من الأهمية بحيث يمنع تخليط الطرق والتداخل فيما بينها، وقد سار الناظم على معيع القراء في تقسيمهم المادة القرائية إلى قسمين كبيرين، الأصول والفرش، يقدمون الأولى على الثانية، وإن كانوا يجنحون إلى إدراج فرش سورة الفاتحة في باب الأصول.
فقد ورد في هذا الزمان ما تمتحن به الأذهان من الفسكل والكسلات، ويعرف به الإنسان من الحيوان، والسابق يوم الرهان، فهذا الكتاب فيه أربعين مسألة من المسائل، والكتاب يدور في هذا الفلك بعنوان (الأجوبة السریة عن الألغاز الجزریة) للإمام المفسر إبراهيم بن عمر البقاعي، بتحقيق الأستاذ الفاضل جمال السيد رفاعي وستجد أنه كتاب قيم قد أجاب على كثير من المسائل والألغاز التي تدور في ذهن كثير من الباحثين وخاصة المشتغلين بعلم القراءات، فعرّف في البداية عن معنى اللغز وبدأ يشرح النظم بطريقة سهلة وميسرة، ومثّل للأشياء بالأمثلة وزينه بأمثلة من القرآن، وبالأمثلة تتضح المقال، فالكتاب جدير بالقراءة والعناية.
هذا الكتاب مذكرة وجيزة في "علم التجويد" تحوي معظم أبواب هذا العلم الشريف، أصلها ما تلقاه المؤلف على مشايخه أثناء تعلم هذا العلم ثم أتبعه برسالة شرح فيها نظم "ما يراعى لحفص من طريق الشاطبية"، ثم أتبعه برسالة الإرشاد إلى تحقيق مخرج الضاد لمن يريد أن ينطق الضاد شبيهه بالظاء.
المنظومة الخاقانية
تأليف
الإمام أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان
المتوفى سنة ( 325 ) هجرية
يعد الإمام الخاقانى أول من صنف فى علم التجويد وهو إمام مقرئ مجود ثقة أخذ القراءة على الحسن بن عبدالوهاب ، محمد بن الفرج ، وكلاهما عن الدورى عن الكسائى ، وسمع من ابن يوسف التغلبى عن ابن مسعود ، وأخذ عنه بن نصر ، وابن شاذان ، والشنبوذى .
وألف هذه المنظومة فى ( 51 ) بيتا ، تكلم فيها عن حسن الأداء لقارئ القرآن ، وبين أنه ليس كل من يتلو القرآن يقيم حروفه ، وليس كل من يعلم الناس فهو مقرئ ، وتحدث عن القراء السبعه ، وبين أن أول علم بالقرآن اتقان حفظه ، ومعرفة اللحن الذى يقع فيه القارئ وأنه لا عذر لأحد فى الوقوع فى اللحن عند قراءة القرآن ، وبين أن علم التجويد موازين للحروف وحذر من الزيادة والنقصان فيها، ثم تحدث عن الإدغام وا...
مقدمة فى أصول القراءات
من كتاب مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ
للامام المقرئ : أبى الأصبغ عبدالعزيز بن على السماتى الإشبلى
الشهير بابن الطحان ت ( 561 ه )
قرءاة وتعليق الدكتور
توفيق أحمد العبقرى
إن لكل علم لغته فى التعبير عن مفهومه والافادة من مقصوده ، وقام العلماء برسم الحدود وإيضاح التراجم وصوغ التعريفات ، وشرح الإصطلاحات ، فى كليات جامعة أودعوها مفردات العلوم على اختلاف ألقابها وأنواعها ،
وهذه المقدمة قد أحسن فيها صاحبها الامام " ابن الطحان " على تعريف جامع وضبط شامل للأصول القرائية التى عليها مدار الإقراء ، وقد أفاد المؤلف فى طالعتها أن عدتها عشرون أصلا ، وهى كما وردت مجموعة مرتبة عنده ، ويقرر المؤلف أن مفهوم المصطلح القرائى إنما يُحققه الإقراء ويحكمه التلقى ، وقد التمس طرائق أخرى فى التعريف لقصد البيان والإيضاح فعرف المصطلح باعتبار موضوعه وغايته ، وسلك مسلك التعريف بالتقسيم ، والبيان بالمرادف الأظهر وجنح تارة أخرى إلى ا...