الدين كله وصية من الله لعباده ، وتحدث المؤلف في هذا الكتاب عن عشر وصايا جامعة التي تدور على (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) وهذه الوصايا من ميراث النبوة الأولى ، ولذلك؛ فهي موجودة في كتب أهل الكتاب من قبلنا ، ولم تنسخ في ملة قط ، وهذه الوصايا ذكرت في القرآن في موضعين : الأول: في سورة الأنعام من آية 151 إلى آية 153 ، والثاني في سورة الإسراء من آية 23 إلى 39 ، وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن هذه الآيات: ((هي المحكمات التي ذكرها الله في سورة آل عمران ، أجمعت عليها شرائع الخلق ، ولم تنسخ قط في ملة)).
إن أعظم القربات ، وأجل الطاعات: أن ينفق المرء عمره في خدمة كتاب الله تعالى تعلّماً وتعليماً؛ وهذا الكتاب هو كتاب المصاحف لأبي بكر عبدالله بن سليمان السجستاني المعروف ب"ابن أبي داود" خدم فيه القرآن ؛ فكتب فيه عن جمع القران الكريم ، يتناول المؤلف في كتابه العديد من المسائل المتعلقة بالمصحف الشريف وكتابته وتاريخ جمعه، وأسماء كتبة الوحي، وجمع القرآن بعد وفاة النبي، والكلام على المصاحف العثمانية والمصحف الإمام ومصاحف الصحابة ، فالمصنف جعل كتابه على طريقة المحدثين فروى مادة كتابه التي تناولت مسائل كثيرة متعلقة بالقرآن بالأسانيد ، ووقع في الكتاب روايات واهية ، استغلها كثير من أعداء الدين من المستشرقين ؛ليزرعوا الشك ؛...