الأهمية التي أولاها علماء القراءات والعناية البالغة بنظم الشاطبية وأصلها (كتاب التيسير)، وذلك من خلال استخراج الأوجه المقدمة في الأداء في كتبهم المتعلقة بشرح الشاطبية وتحريراتها أو عموم الكتب التي تذكر قراءات القراء المشهورين، والتي في جملتها تتطرق إلى نظم الشاطبية وأصلها باعتبارهما أهم أصل من أصول القراءات والتي حافظت على القراءات القرآنية المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول.إنّ السبب الرئيسي في اعتبار الأوجه المقدمة في الأداء هو الموافقة للطرق التي ذكرها الإمام الداني في كتابه التيسير ومن النظم التي اهتمت بذلك هذا" النظيم الماتع في الأوجه المصدرة للسبعة عند المفرد والجامع" في واحد وخمسين ومائتي بيت، لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسـي، نظمه في بيان الأوجه المقدمة للقراء السبعة ورواتهم.
من أفضل العلوم وأثمن الأوقات هي التي تصرف في خدمة القرآن الذي هو كلام الله وخدمة كلام الخالق من أعظم المنن التي امتن الله بها عباده ولهذا قال عن عنهم هم أهل الله وخاصته لأنهم لا يضيعون أوقاتهم بل يستغلونها أيما استغلال ومن خدمة القرآن خدمة القراءات التي نزل بها، والقراءات مما غفل عنه الواص فضلاً عن العوام وإلى الله المشتكى والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب "النفحة المسكية في تأصيل وجمع الدرة المضية في القراءات الثلاث للأئمة أبي جعفر، يعقوب، خلف العاشر، ألفه ابن الجزري رحمه الله وحققه الأستاذ محمد إبراهيم محمد سالم، فبدأ فيه بمتن الدرة المضية لابن الجزري، ثم ذكر تعريف بالأئمة الثلاثة والرواة عنهم وطرقهم على ما في التحبير لابن الجزري، وجاء بعده بالأحكام وجمع الآيات، فالكتاب جميل وفيها تسهيل للطالب وكذلك أوضح بعض المبمهات وشرح المغلق ويسر الصعب، وذكر بعض القواعد المفيدة.