يَتناولُ كتابُ «أصولُ الإمام شُعبة عن عاصم» من سلسلة «المُلخَّص المفيد في أصول القراءات العشر» (تأليف محمد عماد محيسن، طُبع عام 2009م في ست صفحات) قواعدَ الأداء الرئيسة لرواية شُعبة بحلّةٍ مختصرة تلبّي حاجة طلاب القراءات إلى مرجع جيبيٍّ موثوق؛ إذ يستهلُّ المؤلِّف تقديمَه بلمحة عن سيرة عاصمٍ الكوفي وسندِ شُعبة، ثم يُفصِّل قضايا المدود (المتصل والمنفصل والبدل)، وتحقيق الهمز، وأحكام النون الساكنة والتنوين، والإدغام بنوعيه، والروم والإشمام، مُبيِّنًا أوجه الاختلاف بين طريقَي الشاطبيّة والدُّرّة مع عزوٍ دقيق إلى نصّيهما. وقد اعتمد منهجًا وصفيًّا تحليليًّا يعرِّف القاعدةَ اصطلاحًا ولغةً، ويورد شاهدًا قرآنيًّا مضبوطًا، ويُلحقه بتعليلٍ صوتيٍّ ولغويٍّ موجز، مستندًا إلى مصادر أصيلة كشروح الشاطبيّة وطيّبة النشر، ما أضفى على الرسالة ثِقةً علميّة مع اقتصادٍ في الحجم. ويتمتّع الكتاب بلغةٍ عربيةٍ فصيحةٍ سلسة، وبإخراجٍ طباعيٍّ واضحٍ يتضمّن جداولَ رمزيّةً تُسهِّل استيعاب القاعدة واسترجاعها بسرعة، كما يراعي السلامة من الحشو والتكرار. والفئةُ المستهدفة هي طلابُ معاهد القراءات، والمقرئون، ومدرِّسو حلقات التحفيظ، وكلُّ باحثٍ يبتغي ضبط أصول شُعبة دون الاضطرار إلى مطالعة المطوَّلات؛ إذ يوفِّر لهم مرجعًا عمليًّا يختصر الزمان والجهد. وتكمُن القيمةُ العلميّة للكتاب في سدِّ فجوةٍ بين المتون التراثيّة الطويلة والملخَّصات الشعبيّة غير المنهجيّة، فيُقدِّم نموذجًا معاصرًا يجمع بين الأصالة والدقّة والتيسير، ويُحفِّز على إعداد أدلّة مماثلة لبقيّة القرّاء، بما يخدم حركةَ التعليم القرآني الحديثة ويحافظ على تواتر الأداء بضوابطه الراسخة.
غير موجوه الآن