جوهرة الزمان
وبغية قارئ القرآن
فى أشهر طرق حفص بن سليمان
أعده
أبو عبد الرحمن رضا بن على بن درويش
المدرس بالأزهر الشريف
هذا الكتاب ذكر فيه الكاتب أشهر الطرق عن حفص ، لاسيما التى يُقرأ بها والمشهورة فى زماننا ، ومنها طريق الشاطبية ، والتيسير الذى هو أصل الشاطبية ، وهذان الطريقان هما طريقا توسط المد المنفصل ، وأضاف إليهما طريق الروضة لابن المعدل فى قصر المد المنفصل عن أبى حميد الفيل وهذا الطريق يقرأ به غالب من يقرأ بقصر المنفصل ، وطريق الروضة للإمام أبى الحسن البغدادى عن أبى حميد أيضا ، ثم اختارالكاتب طريقين للسكت على المفصول ، وأل وشيء ، وكذا طريق مد التعظيم وقدم لهذه الطرق بمدخل لبيان بعض المصطلحات ونبذة عن نشأة علم الطرق والتحريرات ، وبين حكم الخلط بين الطرق وسبب تعدد الطرق والكتب التى أخذ منها الطرق ، وبعض تراجم أصحاب الطرق ولكى تزيد الفائدة أضاف فى نهاية الكتاب باب تاريخ المصحف ، ومراحل تدوينه ، وجوامع الدعاء المختار من الأدعية .
يبين هذا البحث العلاقة بين منظومة الشاطبية وأصلها، وهو كتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبو عمرو الداني، ويعرض أربع حالات للشاطبية مع التيسير: حالة موافقة، وحالة زيادة، وحالة نقصان، وحالة مخالفة، ولكل حالة من هذه الحالات جانب علمي وجانب منهجي، وكل جانب في مطلب مستقل تحت مبحثه الخاص به مع التمثيل له بما يبينه؛ إذ المقصود من البحث بيان الحالات دون استقصاء المواضع، وذكر أن أحوال الشاطبية مع التيسير لا تقتصر على الموافقة بل هناك النقصان والمخالفة، وأن الحالة الغالبة على الشاطبية مع التيسير هي حالة الموافقة بشقيها المعلمي والمنهجي، وستعرفون من هذا ما للإمام الداني والإمام الشاطبي، من مكانة علمية عالية في علوم القرآن عامة وفي علم القراءات خاصة.
علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...