يُعَدّ كتابُ «المُلخَّص المفيد في علم التجويد برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبيّة» للأستاذ أنس بن محمد شَبَانة رسالةً تعليميةً موجزةً تهدف إلى تيسير قواعد الأداء لطلاب التجويد المبتدئين ومعلّمي الدورات التأهيلية؛ إذ حرص المؤلّف على تقديم مؤلَّف واحد مدمج يجمع خلاصة أمهات كتب الفنّ في نحو كُتيّب يسير الحجم، متوخّياً الدقّة والإيجاز معاً . ويتناول الكتاب موضوعَ ضبط القراءة وفق رواية حفص، فيعرض أركان علم التجويد من مخارج الحروف وصفاتها، وأحكام النون الساكنة والتنوين والميم والمدود والهمز والإمالة والروم والإشمام، مع إلحاق نماذج تطبيقية من آيات القرآن تُسهم في ترسيخ القاعدة لدى المتعلّم. وقد اعتمد المؤلِّف منهجاً وصفيّاً تحليلياً؛ فاستهلَّ كلَّ باب بتعريفٍ اصطلاحيٍّ ولغويٍّ، ثم ساق الضابط النظري مقروناً بشاهد قرآني، وتابَع ذلك بتعليق تربوي يوجِّه القارئ إلى كيفية الأداء السليم، واضعاً جداول مختصرة ورموزاً معياريةً تُعين على استرجاع المعلومات بسرعة. وتظهر الميزة الفنيّة للكتاب في لغته العربية الفصيحة وأسلوبه الأكاديمي الرصين الخالي من التعقيد، مع عنايةٍ بالترقيم والتشكيل وضبط المصطلحات، إضافةً إلى حسن التوثيق بالنقول المعتبرة وإشاراته إلى طريق الشاطبيّة وما استقرّ عليه المقرئون، الأمر الذي يبرز أصالته ويؤكّد اعتماده مصادر تراثية موثوقة. ويستهدف الكتابُ شريحةَ الطلاب المنخرطين في حلقات التحفيظ، والمقرئين الذين يرغبون في مادةٍ مكثَّفة تسعفهم في دوراتٍ قصيرة، كما ينتفع به الدارسون المستقلّون الذين يحتاجون إلى مرجع جيبي يراجعون به الأساسيات دون الغوص في المطوّلات. وتنبع قيمة هذا العمل العلميّة والثقافية من كونه يجمع بين الاختصار والدقّة، فيسدّ ثغرةً بين المتون المنظومة المطوَّلة والملخّصات العامية غير المنهجية، فيتيح للراغبين حفظ القواعد على بصيرة، ويُعزّز نشر ثقافة الأداء الصحيح لرواية حفص بوصفها الرواية الأكثر تداولاً في العالم الإسلامي، فتزداد صلة الدارسين بكتاب الله وفق منهجٍ معتمدٍ ومسندٍ إلى أئمة هذا العلم.
غير موجوه الآن
