يُعَدُّ هذا الكتاب محاولة تربوية متكاملة لبيان مقام القرآن وفضائله المتعددة، من تأليف غير مشهور عالميًّا لكن يبدو أنه جمع وحرر من نصوص تقليدية في هذا المجال، ويتكوّن من فصول مُنظَّمة تغطي أوجهًا متعددة من الفضل والآداب المعنوية المتعلقة بالقرآن. يتناول الكتاب في فصوله الأولى أوصاف القرآن الكريم وفضائله، ثم يخصّص فصلًا لفضل تحسين الصوت عند التلاوة، ويعرّف مفهوم الترتيل والتلاوة، ويبحث في أن الإيمان شرط أساسي للانتفاع بالقرآن، إضافة إلى تقديمه وصايا لمعلم القرآن وطالب العلم، وبيان آداب التلاوة. كما يتطرّق إلى حكم اللحن في القرآن، والقراءة كسنة متبعة، ويورد فتاوى من علماء مثل ابن الجزري والشيخ محمد خلف الحسيني والدكتور عبد العزيز القارئ في مسائل مثل نطق الضاد أو القراءة بالألحان، مع تحذيره من التعسف والتكلف في الأداء. منهج المؤلف في العرض يعتمد الأسلوب التوثيقي الموضوعي، فهو يعرض العناوين تباعًا بأسلوب مترابط، ويستشهد بالأدلة والنصوص، كما أنه لا يطغى عليه التكلف، بل يُراعي القارئ ويُسهل الفهم. من أبرز المميزات الفنية أن الكتاب يُحافظ على لغة عربية فصيحة ومُيسّرة، وتنظيمه الجيد للفصول يسهل الانتقال بين المواضيع، فضلاً عن الاعتماد على الفتاوى والمصادر التي تثير الثقة، مما يمنحه واقعية تربوية. الفئة المستهدفة هم طلاب القرآن والمقرؤون والمعلمون الذين يسعون لتعميق علاقتهم بالقرآن وفهم فضائله وأداءهم له بحُسن، كما يصلح أن يُستخدم في حلقات التزكي والنصح القرآني. والقيمة التي يُضيفها هذا العمل إلى علوم القرآن هي كونه يجمع بين الفضل والتوجيه والنصيحة في كتاب واحد، فيسهم في إحياء الذكر بالقرآن، وتذكير القارئ بمكانته وأدبه، ويقدّم مادة مفيدة لتعزيز التفاعل بين القلب والنطق في التلاوة.