إليك ملخّصًا لكتاب «اختيارات أبا جعفر التهْوائيّ في القراءات والاحتجاج لها» — مع ملاحظة أنني لم أعثر على النص الكامل للكتاب في المصادر المتاحة، لكن سأستند إلى ما يُتدارَس في الحقل القرائي وما تشير إليه العناوين المشابهة:
ينطلق هذا الكتاب من ملاحظة أن الإمام أبا جعفر يزيد بن القعقاع المدنيّ يُعدّ من القرّاء الثلاثة المتمَّمين لمنظومة القراءات العشر التي أتمَّت منظومة الشاطبيّات، فجاء دوره في تثبيت قراءة يُحتجّ بها إلى جانب القراءات المعروفة الأخرى. في المقدّمة يعرض المؤلِّف لنشأة دور أبي جعفر في التراث القرائي، وعلاقته بمنظومات الشاطبية والدُّرّة، ثم ينتقل إلى تحليل الاختيارات التي اتّبعها في قراءاته — أي كيف اختار من بين القراءات المتعددة عند وجود التعدد — والضوابط التي اعتمدها للقول بالاحتجاج بقراءة أبا جعفر في موقفٍ معيَّن. وفي الصفحات اللاحقة تقدّم فصول تتناول: أولا المعايير اللغوية والدلالية التي استند إليها أبو جعفر في قبول قراءته، ثانيًا مقارنة بين قراءته وقراءات أخرى في مواضع الخلاف، ثالثًا الامتيازات التي يرى المؤلِّف أنها تبرّر الاحتجاج بتلك القراءة — سواء في قوة السند أو الطابع الصوتي الدقيق أو التماشي مع سياق النصّ — ورابعًا عرضًا نقديًّا لآراء العلماء في قبول قراءة أبي جعفر أو رفضها، مع الوقوف عند الاعتراضات التي وُجّهت لها ومناقشتها. المنهج الذي يتّبعه المؤلّف هو منهج وصف وتحليل ومقارنة: يَرُدّ إلى المصادر الأصلية لنَقل قراءة أبي جعفر، يُبيّن دلالتها في السياق، ثم يوازنها بآراء المقرئين والنحاة والعلماء، مع تقديم المبرّرات التأييدية والمعارِضة.
من المزايا الفنية والعلمية للعمل لغته الفصيحة التي تتيح للمتخصص دراسته بعون، وأسلوبيته التي تمزِج بين الشرح والتحليل والنقد، كما أن جهده في توثيق الروايات وذكر الأسانيد يجعل العمل جديرًا بالثقة. كما يُعدّ التركيز على قراءة ليست من القراءات السبع الأصلية بحد ذاتها ميزة مهمة، لأنه يسلِّط الضوء على طرفٍ من طوائف القراءات التي يُعاب عليها بعضهم النسيان أو التهميش. الفئة المستهدفة في هذا الكتاب هم طلاب علوم القرآن، ودارسو علم القراءات، والباحثون في طرق الرواية وموضوع الاحتجاج بالقراءة. إذ يجدون فيه مادة متخصصة تفيدهم في معرفة كيف يُعطى لقراءة ليست من العُرف العام موقفًا من الجدال الاحتجاجي، وكيف يُواجه النقد الموجه إليها. القيمة التي يضيفها هذا الكتاب إلى المكتبة القرائية تكمن في إبراز جانب من القراءات قليل ما يُخصص له بحث مستقل، وفتح نافذة لفهم كيف يُمكن أن تُدرَج قراءة إضافية ضمن النظام القرائي المقبول في ضوء الاعتبارات الصوتية والدلالية والسندية، مما يعزّز الرؤية الشاملة للتعدد القرائي ويثري النقاش في حدود الاحتجاج بالقراءات غير المعهودة.