نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ونطقه ، وتجويده ، وترتيبه ، وتنظيمه ، وقد تكفل الله بحفظه ، وقد تناول هذا القرآن العظيم بالدراسة والتمحيص ، فاستخرجوا من الكنوز الثمينة ، ومن كنوزها الثمين هذا الكتاب (مفردة يعقوب بن اسحاق الحضرمي) وهذه من المفردات النفيسة لأبو علي الأهوازي النادرة ، وهي تشمل على قراءة واحدٍ من القراء العشرة المشهورين ، هو يعقوب الحضرمي ،(ت205ھ) ، الذي حظيت قرائته باهتمام عدد من المؤلفين القدامى ، بيد أن الناظر في هذه المفردة قد لا يجد بع الحروف التي قراء بها الحضرمي ، وذلك لأنه قد قصرها على ما الف فيها يعقوب أبو عمرو بن العلاء ، وهو أمر صرح به المؤلف في مقدمته ، أما قيمتها العلمية فهي مستمدة من شهرة مؤلفها ، وتقدمها على ما سواها في بابها ، فهي أصل من أصول القراءات ، وركن من أركانها.
هذه مفردة في القراءات الشاذة، تنشر لأول مرة، ضمت بين دفتيها ذكر ما خالف به أبو سعيد الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه، غير ما اتفقنا عليه، وما لا خلاف فيه، وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، المتوفي 446 ھ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد معظم هذه المفردات، لطول العهد قد فُقد، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة، والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري، مروية بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها، وتفرد مادتها، وندرة نسخها، وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد، وحسن التصنيف، وهي أصل من الأصول، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء.