عندما ظهرت في عصرنا المخترعات منها آلات تسجيل الصوت والصورة صار الناس يسجلون على تلك الآلات كل شيء ، ومن ذلك القرآن الكريم بأصوات قراء كثيرين منهم المتقن ومنهم نصف المتقن ومنهم من لا اتقان عنده ، وأغلب هؤلاء يراعون الأنغام الموسيقية حتى صار العوام الذين ما شموا رائحة علم التجويد والقراة يقولون : إن قراءة فلان ممتازة ، وقراءة فلان رائعة وانا أحب تلاوة فلان ، وهلم من تلك العبارات الجوفاء التي لا مقياس تحتها إلا التطريب ، ورفع الصوت وخفضه ، والقراءة بنغم النهاوند والصبا والسيكا ، والعجم والرصد وما إلى ذلك من أنغام أعجمية ، فهذا الكتاب يتحدث بوضوح حكم هذا بقلم ماهر القراءات واستاذها وشيخ القراء الأستاذ الدكتور أيمن السويد.
"طيبة النشر في القراءات العشر" هي منظومة شعرية ألفية لابن الجزري في القراءات العشر الكبرى جمع فيها الإمام ابن الجزري ما اختلف فيه القراء وماورد عنهم من أصح الطرق التي انتقاها، عندما ألّف ابن الجزري كتاب "النشر" واستقاه من أمهات المصادر الأصيلة في علم القراءات، وضمّن فيه قراءات الأئمة العشرة، ورواتهم المشهورين المذكورين في الشاطبيّة والدّرة، وتوسّع في الطرق وفصّلها في نشره تفصيلاً؛ عنّ له أن ينْظم هذا السفر الجليل في نظم أصيل, يقتصر فيه على صحيح النقول, وفصيح الأقوال, فنظم بذلك منظومة يسيرة أطلق عليها "طيبة النشر في القراءات العشر" ولقد اقتفى فيها أثر الشاطبي في استخدام مصطلحات الكتاب ليسهل على كلّ طالب استحضار قواعد هذا الفن، وتحصيل مسائله، وهي قليلة الألفاظ كثيرة المعاني، جمع فيها طرق القراء ورواياتهم، واعتمد ما في الشاطبية، وكتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وزاد عليهما الضعف من القراءات والروايات والطرق التي تصل إلى الثمانين طريقاً تحقيقا.
منظومةٌ الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية في علم القراءات، جمَعَت القراءات الثلاث المتممة للعشر، وهي نظمٌ لِمَا زاده مُصنِّفها من القراءات على كتاب «التيسير» في كتابه «تحبير التيسير». وهي إحدى أهم وأشهر المنظومات التي جمَعَت تلك القراءات الثلاث، ولا تكاد تجِد أحدًا يجمعُ القراءات العشر الصغرى إلا ويحفظها ويستشهِد بها، لقد اهتمَّ العلماءُ بهذه المنظومة فشرحوها، واختلفَت مناهجُهم في ذلك، لعبقرية الأخرى التي خدمت علم القراءات بعد متن الشاطبية.. حتى إنه لا غنى لجامع القراءات العشر عنهما سبحان من سخر لخدمة كتابه عبقرية الشاطبي وابن الجزري.