يُعَدُّ هذا العمل من شروح المتون اللغوية (خصوصًا متن الآجرومية) التي جمعت بين النظم والشرح، حيث أَفْرَد الشيخ إبراهيم البِيجُوري شرحًا منظمًا على نظم الآجرومية يُعرف بـ «فتح رب البرية على الدُّرة البَهية»، ويُضمّ فيه الشرح مع النظم، وأحيانًا يُقرن مع نسخة من نظم الآجروميَّة للعمريطي؛ وهو موجه لطلبة اللغة العربية والمهتمين بقواعد اللغة والعروض.  في هذا الكتاب يعرض المؤلف الأبيات النَظمية للآجرومية ثم يسوِّغها، ويُوسّع في بيان علل النظم وبواطنه، ويُبسّط المعاني، ويُعقّب على الصعوبات في فهم النظم، كما يُشير إلى فروع ومزيدات النحو التي تتعلق بما ورد في النص النَّظمي، مع التنويه إلى الآثار النحوية واللغوية التي قد تُستنبط من النظم أو الشروح.  من حيث المنهج، اتّبع المؤلف أسلوب الشرح التقريري المنطقي، يبدأ بالنظم ومن ثمّ يقف على المفردات والعبارات الصعبة، ويُفسّرها ويبيّن الحكمة منها، ويُعطي بعض الأمثلة ويدرج الشواهد اللغوية عند الحاجة، دون أن يغرق في التفصيل المُعقَّد؛ فهو شرح مختصر لكنّه موجه لمن لديه معرفة أولية بالنحو. اللغة التي استخدمها البِيجُوري فصيحة ومتوازنة، والأسلوب يسير، والمقاربة بين النظم والشرح تجعل الكتاب متماسكًا وسهل التداول لدى طلاب اللغة، كما أن الاعتماد على النظم الأصلي للآجرومية كمنطلق يجعل الشرح مرتبطًا بالنص مباشرة، مما يعزز أصالة العمل. الفئة المستهدفة هم طلاب النحو واللغة، وطلبة المعاهد والجامعات الذين يتعلمون الآجرومية أو يريدون شرحًا يسيرًا لها، وكذلك المعلمون والمدرسون الذين يحتاجون مرجعًا منظمًا في تبويب النظم والشرح. والقيمة التي يضفيها هذا الشرح هي كونه يُسهّل فهم متن الآجرومية ويتقرب بالناظر إلى فهم معانيه وعلّله، ويُكمّل المكتبة النحوية المختصرة بشرح مرموق يُعتمد عليه في الحلقات والدورات اللغوية، ويعدّ إضافة نافعة لكل من يريد الربط بين نظم المتون وشرحها بطريقة متوازنة ومبسطة.