يُعَدُّ هذا الكتاب دراسةً تجويدية مُتخصصة في سورة الفاتحة، التي تُعدّ فاتحة القرآن ومفتاح الصلاة والعبادة، وقد أمِلَ المؤلف في هذا الجهد إلى تذليل الصعوبات التي يقع فيها كثير من المقرِئين عند تلاوة هذه السورة، مع تحقيق الأداء الصوتي الصحيح وضبط الأحكام التجويدية. يبدأ الكتاب بمقدمة توضّح أهميّة معرفة أحكام التلاوة عند قراءة سورة الفاتحة، وما يترتّب على الخلل فيها من تأثير على ملكة الصلاة وثواب القارئ، ثم ينطلق في تناول عناصر التجويد الرئيسية التي تردّ في السورة، من مخارج الحروف وصفاتها، إلى أحكام النون والميم الساكنتين، والمدود، والوقف والابتداء، مع تأصيل كل مبحث بالقاعدة والآية والمثال التطبيقي. منهج المؤلف يرتكز على العرض التتابعي المنظم لكل حكم تجويدي، مصحوبًا بالنص القرآني من سورة الفاتحة، وتوضيح الخطأ الشائع لمراعاة الفهم العملي، مع اقتراحات للتثبيت والمراجعة، مما يُعزّز عملية التعلّم والتطبيق. من أبرز المميزات الفنية والعلمية للكتاب أنه اعتمد لغة عربية فصيحة واضحة، بأسلوب تربوي يُراعي تفاوت مستويات القرّاء، كما أن تنظيم الفصول والعناوين يُسهّل على الطالب والمتعلّم التنقّل بين الأحكام دون تشويش، وقد استند المؤلّف إلى مصادر التجويد المعتمدة ما يمنحه مصداقية علمية. يستهدف هذا العمل طلاب التجويد والمقرئين والمعلمين في حلقات القرآن الذين يسعون إلى ضبط تلاوة سورة الفاتحة، فهو مرجع عملي يُسهِّل تثبيت القواعد الصوتية والقرائية في هذه السورة المركزية. والقيمة التي يُضيفها الكتاب إلى ميدان علوم التجويد وعلوم القرآن تكمن في إبرازه للسورة التي تُعلّم التلاوة والصلاة معًا، بحيث لا يكتفي بالقواعد بل يحفّز التطبيق والمراجعة، مما يساهم في رفع مستوى الإتقان القرائي وعمق الصلة بالقرآن الكريم.
