يقدّم كتابُ «مطالعةٌ في تفخيمِ العَين والحاء بين القديم والحديث» للدكتور أحمد محمد قدور (مجمع اللغة العربية بدمشق، 20 صفحة، 9 أغسطس 2025) محاولةً علميّةً مركَّزةً لإعادة توصيف هاتين الفصيحتين العربيتين في ضوء تلاقي التراث الصوتي العربي مع مقاربات اللسانيات الحديثة؛ إذ يعرِّف المؤلِّف مفاهيم التفخيم والترقيق وحدود كلٍّ منهما، ثم يستعرض أقوال الأوائل في مخارج الحاء والعين وصفاتهما وأثرهما السمعي في الأداء القرآني واللغة، قبل أن يقارنها بما استقرّ في الدرس الصوتي المعاصر من توصيفاتٍ وظيفية لِصوتَيْ الحاء والعين بوصفهما حلقيَّيْن تتبدّى فيهما سمات «التفخيم» بمعناه العربي القديم لا بوصفهما من حروف الاستعلاء السبعة المشهورة عند أهل التجويد. ويرتكز الكتاب على منهجٍ وصفيٍّ تحليليٍّ مقارن: يجمع النصوص التراثية ويعقد بينها وبين نتائج الدراسات الصوتية الحديثة موازنةً تبيّن نقاط الالتقاء والافتراق، مع تعليلٍ دلاليٍّ وأدائيٍّ يفسِّر فوارق السماع ويضبط المصطلح. وتتمثّل أبرز ميزاته في لغةٍ فصيحةٍ محكمةٍ وخلوّه من الحشو، وفي إحكام الإحالة إلى مصادر قديمة وحديثة، وصياغةٍ تربويةٍ واضحة تُفيد في تدريس المخارج والصفات، كما تتبدّى أصالته في تحريره العلاقة بين «التفخيم» بالاصطلاح العربي القديم وبين «التفخيم» في اصطلاح التعليم التجويدي، بما يرفع التباسًا شائعًا لدى المبتدئين. والكتاب موجَّه إلى مختصّي الصوتيات العربية ومدرّسي التجويد وطلّاب الدراسات القرآنية، إذ يمنحهم إطارًا مفهوميًّا أدقّ لأداء العَين والحاء وتعليلهما، وتكمن قيمته في ربطه الرؤية التراثية بوصفٍ لسانيٍّ حديث ييسّر التعليم الصوتي ويثري التحقيق القرائي.
