«أنفرادات القُرّاء العشر رواياتهم من الشاطبيّات والدرّات من سُورة الأنبياء إلى آخر سورة الفرقان»:
يُعدُّ هذا المؤلَّف إضافة قيّمة في ميدان علم القراءات، إذ يسعى إلى تتبُّع ما خصّ به كلّ من القرّاء العشر من قراءات فريدة داخل نصّ القرآن، بالاعتماد على الأنساق الشهيرة مثل الشاطبيّات والدرّات. في البداية، يُقدّم المؤلف عرضًا تمهيديًّا يُعَرّف بمفهوم “الانفراد القرائيّ” وأهميته في تكوين صورة أدقّ للقراءة المتعددة، ويعرض أيضاً الرواة المعنيّين ومصادر الشاطبيّات والدرّات، ثم يشرع في استعراض الانفرادات المفترضة من سُورة الأنبياء فصاعدًا إلى نهاية سورة الفرقان، فيُبين في كلّ حالة القراءة المنفردة، والرواة الذين رووها، وموقف الشاطبي والدرّات منها، مع التعرُّض لبيان مدى اعتمادها عند القرّاء أو رفضها أو ترجيحها.
يعتمد المؤلّف في هذا العمل على منهج وصفي تحليلي يجمع بين التوثيق النصّي والتعليل القرائي، فيُورد النصوص القرائية من المصادر الأصلية، ويُبيّن العلل والدوافع التي قد تبرّر قبولها أو رفضها، كما يقارن آراء العلماء في هذه الانفرادات، ويَقيِّمها وفق شروط القراءات المتعارف عليها في الأسانيد والمتن. من أبرز المميزات الفنية والعلمية للكتاب لغته الفصيحة التي توفّر وضوحًا في العرض، وأسلوبه الذي يمزج بين الدقّة والإيجاز، إضافة إلى توثيقه للمصادر القرائية مثل الشاطبيّات والدرّات، مما يعزّز أصالة العمل ومصداقيته، فضلاً عن ترتيب منطقي في عرض السور والانفرادات، بحيث يسهُل على القارئ تتبّع الموقع والقراءة المعنية دون تشتّت.
الفئة المستهدفة لهذا الكتاب هم طلاب علوم القرآن وعلوم القراءات، والباحثون المتخصصون في التلاوة وعلوم الرواية، كذلك المهتمون بدراسة التنويع القرائي داخل النص القرآني، حيث يجدون فيه مرجعًا مفيدًا لمعرفة تفاصيل الانفراد لدى القرّاء العشرة ضمن نطاق شاسع من السور. وتتمثَّل القيمة التي يُضفِيها هذا العمل في إثرائه المكتبة القرائية بدراسة دقيقة تركز على الانفراد داخل السورة وبين السور، مما يفتح آفاقًا إضافية لفهم كيفية تعامل القرّاء مع التنويع في النص القرآني، ويرسّخ مبدأ أنّ القراءة ليست مجرد اختيارات عرضية بل هي عملية تحمل تاريخًا ودوافع داخل المنظومة القرائية.